قتل جندي اسرائيلي وجرح اثنان آخران في هجوم نفذه مقاتلون من «حزب الله» في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة التي ترفض اسرائيل الانسحاب منها تنفيذاً للقرار الدولي رقم 425 وتعتبر سورية انه يجب ان يشملها القرار 242.
وادى الهجوم الى توتر في المنطقة لم يتخط حدود القصف الاسرائيلي المضاد الذي طاول اطراف قرى لبنانية قريبة من منطقة الهجوم.
وأكد مسؤول في «حزب الله» رفض ذكر اسمه لـ «الشرق الأوسط» التزام الحزب معادلة «تفاهم ابريل/ نيسان» التي سار عليها الطرفان منذ العدوان الاسرائيلي في ابريل (نيسان) 1996 والتي تقضي بتجنيب المدنيين مخاطر العمليات العسكرية. ولفت المسؤول الى ان الحزب يهاجم مواقع في الاراضي اللبنانية المحتلة فقط «وهم (الاسرائيليون) في المقابل لم يتخطوا في ردود فعلهم هذه المعادلة». وحذر من ان اي خروج عن هذه المعادلة من قبل الاسرائيليين سيكون ثمنه باهظاً. واعتبر ان الهجوم هو «اختبار» لرئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد ارييل شارون.
من جهة ثانية اعترف ناطق باسم الجيش الاسرائيلي «ان دورية تابعة له اصيبت بقذيفة» من مقاتلي «حزب الله» قرب مزارع شبعا الا انه نفى وقوع اصابات فيها، كما ادعى انه قصف مواقع الحزب لمدة ساعة.
يذكر ان هذا الهجوم هو الثالث من نوعه منذ انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان في مايو (ايار) الماضي. وكان «حزب الله» قد قتل جندياً اسرائيلياً في هجوم استهدف ناقلة جند في منطقة مزارع شبعا، ثم اسر ثلاثة جنود في عملية غطاها بهجمات واسعة استهدفت كل المواقع الاسرائيلية في المزارع.
وتبعا لمصادر «حزب الله» فجرت عناصر من الحزب ظهر امس عبوة ناسفة بسيارة جيب عسكرية من نوع «هامر» على طريق موقع مغر شبعا مما ادى الى تدميرها واحتراقها. وربط الحزب هذا الهجوم بذكرى اغتيال اسرائيل أمينه العام السابق الشيخ عباس الموسوي في غارة جوية نفذتها هليكوبترات على موكبه في عام 1992 وايضاً ذكرى اغتيال اسرائيل احد قادته، الشيخ راغب حرب، في عام 1985.
وجاء في بيان اصدره الحزب عن العملية: «في ذكرى استشهاد سيد شهداء المقاومة الاسلامية السيد عباس الموسوي وشيخ شهدائها الشيخ راغب حرب (...) استهدفت مجموعة شهداء الاقصى في المقاومة (...) دورية صهيونية على طريق موقع مغر شبعا، مما ادى الى اصابة سيارة عسكرية من نوع هامر اصابة مباشرة». وعقب العملية قصفت المدفعية الاسرائيلية مواقع رمتا والسماقة ومغر شبعا والضهيرة. كما استهدف القصف اطراف بلدات وقرى كفرشوبا وحلتا والماري والمجيدية وعين عرب، وصولاً الى اطراف بلدة الخيام حيث احصي سقوط عشرات القذائف. وتركز القصف على الطرق العامة في بلدات وقرى الماري والعباسية والمجيدية.