«حزب الله» ينفي أي «دور عملاني» في الانتفاضة ويتهم إسرائيل بالتحضير للاعتداء على لبنان

نصر الله: أولوية المواجهة مع العدو لا تعني غض النظر عما يجري في الداخل

TT

نفى الامين العام لـ «حزب الله» اللبناني الشيخ حسن نصر الله اي دور عملاني للحزب في الانتفاضة الفلسطينية، معتبراً ان اتهامه بقصف مستعمرات اسرائيلية وزرع خلايا له في مناطق الحكم الذاتي هو «ممارسة للضغط على سورية ولبنان وايران»، وتوقع «المزيد من الضغط في المرحلة الجديدة».

وقال نصر الله، في مهرجان اقامه الحزب امس في بلدة النبي شيت بمنطقة البقاع (شرق لبنان) بمناسبة مرور تسع سنوات على اغتيال اسرائيل امينه العام السابق الشيخ عباس الموسوي في عام 1992: «ان سائق الباص الذي قتل 8 او 9 وجرح ما يقارب الـ 21 من جنود الصهاينة يؤكد ما كنا ننادي به، فالشعب الفلسطيني قادر على صنع انتصاره واسرائيل هذه ضعيفة الى حد ان الشعب الفلسطيني لو شحذ عزمه وارادته فإنه وحده قادر على صنع هذا الانتصار فكيف لو وقفت الامة معه؟».

وعلّق نصر الله على «ظاهرة كيل الاتهامات لـ «حزب الله» في كل ما يجري في فلسطين المحتلة»، وقال: «لو قصفت مستعمرة نتساريم بقذائف الهاون وتبنت منظمات فلسطينية المسؤولية يقول الجيش الاسرائيلي والحكومة ان «حزب الله» هو الذي قصف نتساريم»، فيما يوجد كوادر وضباط في حركة فتح وفي الشرطة الفلسطينية وغيرها من الفصائل الفلسطينية ينفذون عمليات ويخوضون اعمالاً جهادية ويقوم الطيران بقتل هذا الضابط الذي يظهر عند الاعلام الاسرائيلي على انه مسؤول في «حزب الله» اللبناني وانه ينظم خلية لـ «حزب الله».

ولاحظ ان الاسرائيلي «مسكون بهاجس حزب الله». وأردف: «نحن لا نخاف من هذه التهمة المشرفة العظيمة والمباركة. ويا ليتنا كنا نحن الذين قصفوا نتساريم او اننا ننفذ عمليات داخل فلسطين. هذا يفرحنا ولكن هذه ليست الحقيقة. ولو كنا نفتش عن مكاسب سياسية واعلامية لكنا تبنينا كل عملية تحصل في فلسطين ولصدقنا العالم واول من يصدقنا هم الاسرائيليون انفسهم». واعتبر نصر الله ان «الاتهام يثير بعض الاسئلة... وقد يكون هذا التركيز في الاتهام الدائم لـ «حزب الله» محاولة ايحاء للعالم وكأن الذي يجري داخل فلسطين ليس قرار الشعب الفلسطيني وليس ارادة الشعب الفلسطيني، او خيارات الشباب الفلسطيني، وانما هناك تنظيم ما تصفه اميركا بأنه ارهابي هو الذي يدير عمليات القصف والقتل والكمائن والعمليات الاستشهادية داخل فلسطين. اذاً المشكلة في التنظيم اللبناني الذي يدير هذه العمليات وليست المسألة ان هناك خياراً نابعاً من ارادة الشعب الفلسطيني في قتال هؤلاء الصهاينة».

واشار نصر الله الى انه «قد يكون من الاسباب ايضاً ممارسة المزيد من الضغط على سورية وعلى لبنان وعلى ايران للضغط على «حزب الله».. وقد يكون هذا ذريعة للمزيد من الضغط خصوصاً في المرحلة الجديدة» وحذر من «تهيئة جو ومناخ للاعتداء على حزب الله» فقال: «في الفترة الماضية هدأنا قليلاً والحقيقة اننا كنا مشغولين بترتيب اوضاعنا ومقاومتنا وشبابنا. وربما قرروا اليوم ألا يتهمونا بما يجري في الداخل وربما جمعوا الاتهامين معاً. ونحن نقبل تهمة مزارع شبعا».

وسخر نصر الله من فوز آرييل شارون برئاسة الحكومة الاسرائيلية قائلاً: «عندما جاء (رئيس الحكومة الاسبق بنيامين) نتنياهو قيل الكثير. ووقفنا وقلنا لكم ان نتنياهو اضعف من جناح بعوضة. واثبتت الايام خلال 3 سنوات ان نتنياهو كان اضعف من جناح بعوضة. وجاء بعده (رئيس الحكومة المستقيلة ايهود) باراك بصورة جنرال الحرب الذي يملك اكثر اوسمة في التاريخ الفكري الاسرائيلي. واخافونا من باراك وقلنا لهم ان باراك اوهن من بيت العنكبوت وهرب من لبنان مهزوماً. واليوم جاء شارون الرجل الضفدعة». واضاف: «نحن هنا في لبنان مصرون على الصمود والثبات الى جانب اخواننا في سورية التي تقف الى جانب لبنان بقيادة الرئيس بشار الاسد. سورية التي ما زالت تحفظ خط الرئيس الراحل حافظ الاسد، والى جانب اخواننا في الجمهورية الاسلامية».

وتطرق نصر الله الى الشأن اللبناني الداخلي قائلاً: «ان المواجهة مع المشروع الصهيوني اولوية، ولكن هذا لا يعني ان نغفل عما يجري في بلدنا وان نترك الوضع على ما هو عليه. فإذا كان من فساد يبقى ويبقى النهب في الادارات والظلم في التنمية ويستمر الحرمان المقصود في بعض المناطق». وقال: «اولوية المواجهة مع العدو لا تعني ان نغض النظر عن كل ما يجري في الداخل. من هنا ننادي جميع اللبنانيين الى الارتفاع الى مستوى المرحلة واعطاء الاولوية لمواجهة تطورات المنطقة التي هي بحاجة للتحصين، فالتحصين ليس ان تلتقي القيادات السياسية فقط، التحصين يعني ان نطرد المرض وان نخرج الفساد من اداراتنا وان نقضي على الحرمان في مناطقنا».