لحود يعرض وسلطانوف عملية السلام: التطورات تستدعي تحركا واسعا

TT

ابلغ الرئيس اللبناني العماد اميل لحود نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف ان التطورات الاخيرة (في الشرق الاوسط) «باتت تفرض تحركاً واسعاً للحفاظ على العملية السلمية انطلاقاً من خيار السلام العادل والشامل والدائم، بعدما تبين ان الخيارات الاخرى لم تحقق اي تقدم، بل ادت عملياً الى تراجع سريع بات يهدد الاستقرار في المنطقة اذا هو استمر على هذه الوتيرة السلبية».

وكان الرئيس لحود قد استقبل سلطانوف في القصر الجمهوري امس، بحضور السفير الروسي في بيروت بوريس بولوتين وعرض معه الاوضاع العامة في المنطقة في ضوء التطورات الاخيرة. واستمع الموفد الروسي الى تقييم الرئيس اللبناني للمستجدات، لا سيما على صعيد العملية السلمية في الشرق الاوسط، اثر انتخاب ارييل شارون رئيساً للحكومة الاسرائيلية ومدى تأثير هذا الامر في اوضاع المنطقة.

واوضح الموفد الروسي انه يقوم بهذه الجولة بتكليف من وزير الخارجية الروسي ايجور ايفانوف لوضع اسس تحرك الادارة الروسية في المرحلة اللاحقة بهدف المساهمة في تهدئة الاوضاع في المنطقة والحفاظ على عملية السلام. وعقب اللقاء، تحدث سلطانوف الى الصحافيين فقال: «هذا اللقاء مهم جداً خاصة في هذه الظروف المعقدة في المنطقة. وكان من المهم ان نستمع الى تحليل وتقويم الرئيس لحود للتطورات الحالية وللتطورات المحتملة». واضاف: «تبادلنا الآراء حول تنسيق جهود كل الاطراف الساعين الى تحسين الوضع في المنطقة والى الحفاظ على التحرك من اجل التسوية الشاملة والعادلة في الشرق الاوسط. وفي نفس الوقت تبادلنا الآراء حول كيفية تطوير وتعميق العلاقات بين روسيا الاتحادية والجمهورية اللبنانية الصديقة».

وسئل سلطانوف عن دور جديد لروسيا في العملية السلمية فأجاب: «طبعاً نحن كأحد راعيي عملية السلام وكدولة قريبة من منطقة الشرق الاوسط لديها العلاقات التاريخية مع شعوب وبلدان الشرق الاوسط وسنبذل كل الجهود الرامية الى ضمان التحرك. ونحن نفهم ان هذا التحرك هو في مصلحة شعوب المنطقة. وانطلاقاً من هذا نحن مستعدون للتعاون مع الاطراف بما فيها لبنان والراعي الاميركي والاتحاد الاوروبي. والمرحلة المقبلة كما تبدو لي ستكون مرحلة اتصالات وتشاور».

وسئل عما اذا كانت ثمة مبادرة روسية لمساعدة لبنان على نزع الالغام الاسرائيلية من الجنوب، فأجاب: «طبعاً، جرت اتصالات. ونحن نهتم بهذه القضية. واننا جاهزون لنساهم في ازالة الالغام في جنوب لبنان، لأننا نفهم جيداً ان هذه الالغام تعرقل نهوض هذه المنطقة بعد المعاناة من وجود القوات الاسرائيلية».

الى ذلك، زار سلطانوف المرجع الشيعي اللبناني الشيخ محمد حسين فضل الله في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقد اجريا عرضاً للتطورات الاخيرة في المنطقة. وجرى حديث مفصل حول الوضع في الجنوب في ضوء التهديدات الاسرائيلية، بالاضافة الى عرض الدور الروسي في المنطقة.