باريس: لقاء غير مبرمج مع شيراك سبق اختتام زيارة الحريري

رئيس الوزراء اللبناني لم يقدم جديدا حول إرسال الجيش إلى الجنوب

TT

رغم ان وزارة الخارجية الفرنسية اكدت امس في بيان لها ان فرنسا «سجلت باهتمام اعلان رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري عن عزمه صيانة الاستقرار في جنوب لبنان» غير ان اوساط وزارة الخارجية ذكرت ان الحريري «لم يقدم اية التزامات مختلفة او جديدة» قياسا للموقف اللبناني المعروف حول هذا الموضوع اي ارسال الجيش اللبناني الى كل المناطق التي أخلتها اسرائيل في الربيع الماضي.

ووفق الخارجية الفرنسية، فان باريس اخذت علما بحجج الطرف اللبناني بخصوص مسألة الجيش لكنها تبقى مقتنعة بأن مصلحة لبنان وشعبه تكمن في مدّ سلطة الدولة الى كل منطقة الجنوب التي كانت محتلة سابقا.

وترى فرنسا ان هذا الاجراء «عامل اساسي لضمان الاستقرار والتطوير الاقتصادي لهذه المنطقة».

وقالت مصادر دبلوماسية امس ان باريس ترى ان تأكيد الحريري على ان لبنان مصمم على تفادي كل مخاطرة تفضي الى التصعيد على الحدود مع اسرائيل عامل ايجابي يستحق التوقف عنده. واشارت هذه المصادر الى ان مناقشات رئيس الوزراء اللبناني في فرنسا مع الرئيس جاك شيراك ورئيس الوزراء ليونيل جوسبان اظهرت ان لبنان «واع جدا لضرورة الحفاظ على الاستقرار وللمخاطر المترتبة على التصعيد وذلك رغم انه لم يحصل اي تعهد بالاقدام على خطوات أمنية جديدة» في المنطقة.

وكان لافتا امس ان الرئيس الفرنسي شيراك اجرى لقاء جديدا غير مقرر مع الحريري قبل مغادرة الاخير العاصمة الفرنسية.

ووصف بيان للخارجية الفرنسية زيارة الحريري بانها كانت «ايجابية على كل الصعد». كما نوّه باجواء «الود والحرارة» التي دارت في اطارها محادثات الوفد اللبناني مع المسؤولين الفرنسيين.

وشددت الخارجية الفرنسية على ان «البعد السياسي» كان حاضرا بقوة في هذه الزيارة التي تعكس «ثقة السلطات الفرنسية بلبنان شريك (فرنسا) الرئيسي في الشرق الأوسط».

وركز البيان على ان فرنسا اعلنت استعدادها لـ«مواكبة الاصلاحات المهمة والمنتظرة مع باقي الاطراف الدائنة» التي فصلها الحريري لمواجهة مسألة المديونية اللبنانية. كما رأت باريس «ضرورة ان ينسجم لبنان مع متطلبات الشفافية المالية للمجموعة الدولية» في اشارة لما تطلبه مجموعة العمل الدولية حول تبييض الاموال التي وضعت اسم لبنان على لائحتها السوداء.

من جهة ثانية قال وزير المالية اللبناني فؤاد السنيورة لـ«الشرق الأوسط» امس ان زيارة الحريري «من انجح الزيارات» وان «مفاعيلها ستظهر تباعا». وتابع السنيورة انها ساهمت في تعزيز الثقة بين البلدين وابراز التحولات الاقتصادية والانفتاح التي يعرضها لبنان اضافة الى تحسيس القطاع الخاص الفرنسي بالفرص والامكانيات المتاحة في لبنان.

واعتبر وزير المالية اللبناني ان لبنان حصد «تفهما وتأييدا لموقفه في هذه المرحلة المتحركة في الشرق الأوسط خصوصا من خلال تأكيد المسؤولين اللبنانيين ان الجانب اللبناني لن يقوم بأي عمل يؤدي الى الاستفزاز ولن ينزلق الى الاستفزاز». وقد ثمن السنيورة الجانب الثقافي للزيارة ومردوداتها اذ انها جعلت الفرنسيين يدركون ان لبنان «موقع متقدم للثقافة الفرنسية» في الشرق الأوسط والعالم العربي.