جماعة الإخوان المسلمين تعلن رغبتها في العودة للعمل داخل سورية وتشيد ببوادر الانفتاح

TT

أعلنت جماعة الإخوان المسلمين السورية رغبتها في العودة إلى العمل السياسي من داخل سورية بعد ما يزيد عن عقدين في الخارج.

وقالت الجماعة في بيان صدر عن اجتماع عقده مجلس شوراها ولم يذكر مكان الاجتماع، ان الجماعة «تقدر بوادر الانفتاح التي تجلت في المواقف الأخيرة في سورية، والأصوات التي ارتفعت منادية بالاستحقاقات الأولية للإصلاح السياسي والاقتصادي»، مضيفة أن تلك الاستحقاقات سبق أن نادت بها الحركة، وأكّدت أنها «الخطوات الأولى والأساسية، على طريق البناء الوطني الطويل».

وتحدث البيان عما أسماه «البطء في مجريات التغيير»، وشدد على أهمية أن يقف السوريون بكافة أطيافهم، وقواهم الثقافية والاجتماعية والسياسية ومؤسساتهم الرسمية والشعبية «وقفة صدق متأنية، لمراجعة ذاتية، تستوعب الماضي وحصاد سنواته التي خلت، وتستشرف المستقبل (...) بثقة غير محدودة بالذات وأصالتها، ومكانتها في تاريخ الإيمان والحضارة والمجد والإنجاز».

ولمح بيان جماعة الإخوان المسلمين كذلك إلى «البطء» في التعامل مع ملف المعتقلين السياسيين والمبعدين، فيما وصفه بـ«الملف الإنساني»، منوهاً إلى أن التعامل مع هذا الملف يتطلب «أريحية مطلقة».

وقال البيان: «إن الإنسان المكرم، والمجتمع الحر، هما أول الطريق إلى الدولة الحديثة»، مؤكداً أن أي حديث عن بناء دولة حديثة، قادرة على خوض غمار التحديات، عبر بوابة احترام الإنسان وتكريمه، والاعتراف بحقوقه الإنسانية، والمدنية، والسياسية». وقال البيان إن المشاركة الإيجابية الفعالة، في صنع حاضر البلاد ومستقبلها «لا يتأتى في ظل حالة الطوارئ، أو الأحكام العرفية، أو القوانين الاستثنائية، أو الأنظمة البوليسية».

ودعت الجماعة في بيانها إلى وضع ميثاق شرف وطني، تلتقي عليه جميع القوى السياسية، والنخب الفكرية والثقافية، يشمل «تقديم مصلحة الوطن العليا على كل الاعتبارات الخاصة، والاعتراف المتبادل بين جميع الفرقاء على أرض الوطن، واعتماد الحوار الديمقراطي وسيلة لتحقيق الأهداف، ونبذ العنف من كل مصادره وبكل أشكاله وأساليبه، والعمل تحت الشمس في فضاءات الحرية والأمن، وميادين التنافس الحر الشريف،.

ودعا البيان إلى «التناصر والتعاضد والتعاون بين القوى السياسية والنخب الفكرية والمدنية، لرفع سقف الحرية». وتوقف مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين في سورية أمام الأحداث المتتالية في فلسطين المحتلة، معتبراً أن الانتفاضة الفلسطينية، ومن قبلها المقاومة اللبنانية «ترسمان لأمتنا معالم الطريق الصحيح، إلى حياة العزة والكرامة والمجد». ورفض البيان أي حلول سلمية.

وحول العلاقة السورية ـ اللبنانية دعت الجماعة إلى «أن توظف هذه العلاقة في بناء موقف سياسي خارجي قوي ومتين، مع المحافظة على خصوصية هذا القطر الشقيق (لبنان) واحترامها، بما يشعر الجميع، بمعاني الأخوة والتعاون، ويميط عن أذهانهم معاني الوصاية والاحتواء».

كما دعا البيان إلى رفع الحصار المفروض على العراق منذ أكثر من عشر سنوات.