«الأحرار» يناقش حديث الأسد لـ«الشرق الأوسط» ويستنتج أن السوريين يرفضون لبنان كدولة

TT

اصدر حزب «الوطنيين الاحرار» اللبناني المعارض اثر اجتماع مجلسه الاعلى برئاسة رئيسه دوري شمعون امس بيانا علق فيه على التصريحات التي ادلى بها الرئيس السوري بشار الاسد الى صحيفة «الشرق الاوسط». واستنتج الحزب، في البيان ان «رفض وجود لبنان كدولة مستقلة لا يزال قائماً في مخيلة السوريين ومخططاتهم».

وجاء في البيان: «توقفنا مطولاً امام التصريحات التي ادلى بها الرئيس السوري (بشار الاسد) الى صحيفة «الشرق الاوسط» والتي تناولها بالتعليق عدد من الاحزاب والتيارات والشخصيات المعارضة». وميّز الحزب في بيانه بين ما وصفه بـ«مفاصل الحديث الموجهة للاستهلاك الاعلامي والهادفة الى طمس الحقائق وبين المفاصل المرمَّزة التي تكشف النيات السورية الحقيقية». وقال: «في الشق الاول نسلم بمنطق الرئيس السوري ان سورية لا تتعاطى الا مع الدولة اللبنانية. وهذا ما نتمناه وندعو الى المضي به حتى خواتيمه. ووفق القوانين والاعراف الدولية علينا اقامة علاقات دبلوماسية بين لبنان وسورية اسوة ببقية الدول العربية. اما في الشق الثاني، وهو الاساس، فاننا نصدق الرئيس السوري القول اننا مقتنعون عكس ما صرح به تماماً. واما كلامه عن الدعم للدولة اللبنانية فهو يصبح واقعاً يوم تنجح عملية الاستنساخ القائمة على قدم وساق. وان المسؤولية تقع على سورية المهيمنة على مقدرات الوطن لدرجة فرض التبعية عليه مما دفع بعواصم القرار الى تجاهله. يشهد على ذلك استثناء لبنان من زيارة وزير خارجية اميركا (كولن) باول لدول المنطقة».

واضاف البيان: «ان الكلام السوري على السلم الاهلي يندرج في مفهومنا في اطار التلميح حتى لا نقول التهديد المبطن نظراً للتجارب الماضية والحقائق التي ما برحت تثبت مخاوفنا وهواجسنا. ولا يخفى على احد ان سورية الموجودة بجيشها ومخابراتها، قادرة على التأثير سلباً في هذا الموضوع، دائمة المراهنة على الوقت. وهذا هو مغزى قول الرئيس السوري: فالقوات السورية موجودة والمعطيات تتغير».

واعلن الحزب حسب البيان انه «لم يفاجأ بضرب «اتفاق الطائف» عرض الحائط وتفسيره في شكل يفرغه من مضمونه (...) هذا ما دفعنا الى التحفظ في الاساس على هذا الاتفاق. كما لم نفاجأ بالتنكر لواقع لبنان وخصوصيته ومرجعياته الروحية والوطنية». وقال: «لقد بدا واضحاً، ويا للاسف، ان رفض وجود لبنان كدولة مستقلة لا يزال قائماً في مخيلة الحكام السوريين ومخططاتهم. وما التركيز على الشارع وعلى المقاومة بمعزل عن منطق الدولة ومؤسساتها الا برهان قاطع لازدواج الموقف والخطاب. وفي هذا السياق نتساءل عن انكفاء دمشق ـ اذ اننا ندرك عدم قدرة لبنان على المبادرة ـ عن توثيق اقرارها بلبنانية مزارع شبعا باعطائه مضموناً قانونياً مرفقاً باعتراف دولي. ان مثل هذا الاجراء من شأنه ان يحشر اسرائيل وينزع كل الذرائع من يدها ويكشف عدوانيتها ويؤلب الرأي العام العالمي ضدها ويحث الامم المتحدة على تأمين مستلزمات عودة لبنان رهينة الاوضاع الاقليمية ومستجداتها تحت اسماء شتى، منها وحدة المسار والمصير ومقتضيات الصراع المفتوح وغيرها من الاسماء ـ الشعارات».