البحرين: الميثاق الوطني يحظى بموافقة الأغلبية الساحقة من السكان

الشيخ حمد بن عيسى يشكر شعبه ويعده بأيام أجمل مقبلة

TT

أعلن ظهر امس في المنامة ان 98.4% من البحرينيين وافقوا على ميثاق العمل الوطني حسبما أظهرت نتائج الاستفتاء الشعبي الذي أجري يومي الأربعاء والخميس الماضيين.

وصادق امير البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة على الميثاق بعد حصوله على موافقة الشعب، ووجه خطاباً بهذه المناسبة أعلن فيه اعتزازه بمباركة البحرينيين اعلان بلادهم مملكة دستورية.

وأعلن الأمير انه أمر باتخاذ الاجراءات اللازمة لذلك، مشيراً الى ان الاعلان عن ذلك لن يستكمل الا بعد الاطمئنان الى تحقيق الوعد باقامة نظام المجلسين واجراء الانتخابات العامة للمجلس النيابي حسبما جاء في الميثاق.

وقال الشيخ حمد: «ستواكب الديمقراطية المملكة وتلتقي الانجازات في حدث وطني كبير نصنع به معاً بحول الله مستقبل البحرين وأيامنا الأجمل المقبلة».

ووجه امير البحرين الشكر لمختلف الفئات الوطنية على ما أبدته من تلاحم ومسؤولية وطنية عالية وقال «لنشرع معاً في صنع هذه الصفحة الجديدة من تاريخنا الخالد».

وقال الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة «بناء على هذا التفويض المعبر عن الاجماع الوطني فلقد نذرت نفسي لتحقيق تطلعاتكم كما تجلت في بنود الميثاق ونصوصه وروحه ضمن برنامج عمل وطني يعلو بالبحرين ويجدد مسيرتها الديمقراطية ويعيد الحياة النيابية اليها في ظل الدستور والنظام الديمقراطي الذي ارتضينا لأنفسنا بعد حدود الله».

وكانت أرقام وزارة العدل والشؤون الاسلامية البحرينية، وهي الجهة التي أشرفت على عملية الاستفتاء، قد اظهرت مشاركة 90.3% من اجمالي عدد البحرينيين المؤهلين للتصويت في الاستفتاء او ما يعادل 196 ألفاً و262 شخصاً من أصل 217 ألفاً و579 شخصاً مؤهلين للمشاركة في الاستفتاء. وبلغ عدد الأصوات الموافقة 194 ألفاً و888 شخصاً وغير الموافقة 3098 شخصاً أي ان الميثاق حاز موافقة نسبة 98.9% من المشاركين في الاستفتاء.

وبالرغم من ان معظم البحرينيين توقعوا مسبقاً نتيجة الموافقة على الميثاق، إلا ان الجميع ترقبوا خطاب الأمير باهتمام انتظاراً لما سيعلن عنه من خطوات تالية.

وواصلت أجهزة الاعلام برامجها الاحتفالية، التي كانت تتخللها الأغاني الوطنية، والتي تمحورت موضوعاتها حول الميثاق ومرحلة تطبيقه.

كذلك ركزت خطب الجمعة امس في مساجد البحرين على ضرورة الوحدة الوطنية لمرحلة ما بعد الميثاق، فأكد خطيب مسجد الجسرة ابراهيم الحادي، على «الوحدة في مرحلة البناء والوقوف صفاً واحداً وراء القيادة السياسية».

ومن جانبه دعا الشيخ عبد الأمير الجمري، وهو أحد رموز المعارضة، الذي أم المصلين في مسجد الدراز، اصحاب الكفاءات والعقول المفتوحة للانخراط في العملية الاصلاحية بلا تلكؤ ولا أعذار ودعا الى الوحدة والبعد عن اسباب الفرقة. وهنأ الجمري امير البحرين على الاجماع الوطني حول مشروعه، وقال في خطبته ان تفعيل الدستور وفتح باب الحوار واستمراريته وتعاون الجميع هي ضمانات نجاح العملية الاصلاحية المرتقبة.

ورحبت مختلف الأوساط في البحرين بنتيجة الاستفتاء. وقال مستشار امير البحرين للشؤون الصحافية نبيل يعقوب الحمر، رئيس تحرير صحيفة «الأيام»، ان هذه النتيجة هي تعبير حقيقي عما يتطلع اليه شعب البحرين للبرنامج السياسي وبرنامج التحديث الذي يقوده الأمير للمرحلة القادمة.

وأضاف الحمر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»ان النسبة العالية للمشاركة في التصويت والتي تجاوزت التسعين بالمائة من بين من يحق لهم التصويت بينت ان شعب البحرين هو شعب واع، سياسياً واجتماعياً، وهو متحمس للحياة الكريمة التي وعد بها في ظل سيادة القانون.

الدكتور انور يوسف العبد الله، مدير ادارة الطاقة بالأمانة العامة لمجلس التعاون قال لـ«الشرق الأوسط» ان هذه النتيجة عبرت عن توافق الارادة السياسية وارادة الشعب وهي اولى الخطوات نحو الشورى والصلاح والاصلاح.

ومن جانبه قال انور محمد عبد الرحمن رئيس تحرير صحيفتي «اخبار الخليج» و«جالف ديلي نيوز» البحرينيتين لـ«الشرق الأوسط» ان «موافقة الأمة على الميثاق بهذا التوحد هو عمل وطني وميثاق شرف بين الوطن والأمير، على الأمة احتضانه والتمسك به كرباط مقدس في هذا التحول التاريخي الذي انتظرناه».

وفور اعلان وزير العدل والشؤون الاسلامية الشيخ عبد الله بن خالد آل خليفة نتائج الاستفتاء على الميثاق خرجت جموع غفيرة من المواطنين للتعبير عن فرحها بنتيجة الاستفتاء. وطافت السيارات في انحاء البلاد رافعة علم البحرين وصور الأمير الشيخ حمد وولي عهده القائد العام لقوة دفاع البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة.

ويرى الشارع البحريني ان الاجماع الذي ناله الميثاق من خلال الاستفتاء هو تعبير واضح عن الوحدة الوطنية لفئات الشعب البحريني.