تراجع الآمال في نجاح قمة سلام الكونغو

TT

بدأ أمس عدد من الزعماء الأفارقة قمة في العاصمة الزامبية لوساكا في محاولة جديدة لوقف الحرب الأهلية في جمهورية الكونغو الديمقراطية. لكن الشكوك تحيط بجدوى هذه القمة، وقدرتها على وضع حد للنزاع بسبب تغيب رئيسي رواندا وأوغندا اللتين تعتبران من الأطراف الرئيسية في القتال، بسبب دعمهما لجماعات المتمردين. وكانت الآمال قد تزايدت تجاه إمكانية نجاح الرئيس الكونغولي الجديد جوزيف كابيلا في كسر الجمود الذي اعترى عملية السلام، والذي حمل المراقبون والده الراحل لوران كابيلا مسؤوليته. وكان من المقرر أن يجتمع كابيلا (الابن) مع الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني وقادة الجماعات المتمردة للمرة الأولى خلال هذه القمة. وأبدى جوزيف كابيلا على مدى الأسبوعين الماضيين رغبة مخلصة في البحث عن السلام، الأمر الذي كان موضع اعجاب عدد من قادة العالم. ويقول المراقبون انه كان من المفترض أن تكون قمة لوساكا بمثابة الاختبار الحقيقي لنيات الرئيس الكونغولي الجديد. وفي الوقت الذي أعلن فيه كابيلا عن رغبته في الذهاب الى أي مكان سعيا الى تحقيق السلام في بلاده، أعلن موسيفيني ونظيره الرواندي بول كاجاما مقاطعتهما لأعمال القمة. ومن المقرر أن ينيب موسيفيني، المشغول بالقضايا الانتخابية في بلاده، وفدا لتمثيل بلاده في القمة.

أما الرئيس الرواندي فقد تذرع بخلافات بين بلاده وزامبيا للامتناع عن حضور القمة. واتهم وزير الخارجية الرواندي حكومة زامبيا بإيواء مسلحين من الهوتو مطلوبين للعدالة في بلادهم لعلاقتهم بالإبادة الجماعية التي وقعت في رواندا عام 1994. وليس من المعروف حتى الآن الأثر الذي ستخلفه هذه المقاطعة على موقف كابيلا أو ما إذا كانت ستدفعه إلى تبني موقف متشدد أم لا.

ووصل روبرت موجابي الذي تؤيد بلاده حكومة كينشاسا الى زامبيا للمشاركة في القمة، وقال ان بلاده مستعدة لسحب قواتها من الكونغو اذا سحب المعتدون، ويقصد أوغندا ورواندا، قواتهم ام لا. وتجدر الإشارة إلى أن الكونغو الديمقراطية (زائير سابقا) قد وقعت في أتون الحرب الأهلية عام 1998، عندما أيدت أوغندا ورواندا انقلابا ضد الرئيس السابق لوران كابيلا. وقد جرّت هذه الحرب خمسة دول متجاورة الى أتونها منذ ذلك الحين.