برلين: 9 سنوات سجنا لرفيق يوشكا فيشر بتهمة القتل

TT

أصدرت محكمة ألمانية حكما بالسجن لمدة تسع سنوات على زميل سابق لوزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر، بسبب دوره في الهجوم على مقر اجتماع وزراء بترول دول أوبك في فيينا عام 1975. وقد أدانت محكمة ولاية فرانكفورت المتهم هانز جواشيم كلين بثلاث تهم بالقتل، وثلاث تهم أخرى بمحاولة القتل أثناء العملية الدامية التي قادها كارلوس وجرى خلالها احتجاز الوزراء كرهائن. كما برأت المحكمة متهما آخر في القضية نفسها هو رودولف شيندلر.

وكان وزير الخارجية الألماني الذي جمعته الصداقة مع كلين أثناء شبابهما الثوري قد مثل أمام المحكمة للإدلاء بإفادته في هذه القضية خلال الشهر الماضي. وقد اعترف كلين بأنه لعب دورا في العملية التي أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص. لكنه نفى ارتكاب أي من جرائم القتل بنفسه. وقالت دوائر قانونية إن فيشر أفلت من حكم السجن المؤبد نتيجة تعاونه أثناء التحقيقات، وبسبب استنكاره للإرهاب خلال عشرين عاما قضاها لائذا بالفرار. وبدأت محاكمة كلين في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عقب القبض عليه في فرنسا وتسليمه إلى ألمانيا عام 1998.

وكان يوشكا فيشر أحد رموز اليسار الألماني المتطرف خلال السنوات الأولى من السبعينات، ووصفه زميله المدان بأنه كان شخصا لا يميل إلى العنف عندما عرفه. واضاف: «انه صاحب دور مثالي». في الوقت الذي كانت فيه القضية تركز على ماضي فيشر الذي تردد أنه ارتبط بالعنف. وقد أنكر الوزير الألماني أي ارتباط له بالإرهاب في الوقت الذي أظهرت صور ملتقطة له قديما مشاركته في معارك الشوارع بين قوات الشرطة والمتظاهرين.

وقالت مصادر قضائية ان مدعين المانا طلبوا من البرلمان امس بدء تحقيق رسمي في مزاعم بأن فيشر حنث اليمين في محاكمة صديق سابق الشهر الماضي. وقال مصدر في ادارة العدل الاقليمية المسؤولة عن محكمة فرانكفورت، حيث ادلى فيشر بشهادته في محاكمة كلين: «ثمة خطاب في طريقه الى فولفجانج تييرز رئيس مجلس النواب».

ويتمتع فيشر (52 عاما) باعتباره عضوا بالحكومة بحصانة من المحاكمة، ولا بد من موافقة البرلمان لبدء اي تحقيق قضائي معه، كما تتطلب مقاضاته فعليا في ما بعد موافقة اخرى من البرلمان، وعقوبة حنث باليمين في المانيا هي السجن لمدة تصل الى خمس سنوات.

وأدلى فيشر وهو عضو كبير في حزب الخضر ونائب المستشار الالماني جيرهارد شرودر في حكومة يسار الوسط الائتلافية بشهادته الشهر الماضي في محاكمة كلين. وانكر فيشر في المحكمة انه عاش مع اعضاء من جماعة الالوية الحمراء الثورية. لكنه اعترف في وقت لاحق بأن من المحتمل ان تكون مارجرت شيلر عضو الالوية الحمراء اقامت لفترة قصيرة في المبنى نفسه الذي كان يقيم به في فرانكفورت في السبعينات، وانه من المحتمل ايضا ان يكون التقى بها، لكنه استمر ينفي انه ساعدها شخصيا.