وفيق السامرائي: الغارة ألحقت خسائر جدية بالدفاعات العراقية

TT

قال اللواء الركن وفيق السامرائي المدير السابق للاستخبارات العسكرية العراقية في معرض تعليقه على الغارة الجوية انه «خلافا لما يعتقد البعض، وهذه ليست دعوة لضربات، لم اشاهد صدام من قبل مكتئبا ومتألما كما ظهر على شاشات التلفزيون عقب الغارة الاخيرة على اهداف في اطراف بغداد، وكان لا بد ان يظهر بما ظهر عليه لان ما حصل من جراء الضربة يعتبر درسا بليغا وخطيرا بالنسبة لاحتمالات المستقبل، ويعكس جزعا من تكرار التجارب نفسها والوقوع في الاخطاء ذاتها. لكننا سنكون ساذجين بما فيه الكفاية اذا اعتقدنا ان الدرس قد استلهم او ان دروسا اخرى ستستلهم».

وعن رأيه بالنتائج العسكرية للغارة قال السامرائي لـ«الشرق الأوسط»: «لقد استهدفت العملية تدمير اعلى مستويات قيادة الدفاع الجوي الاستراتيجي. والتجارب السابقة والمعرفة بطبيعة الاهداف ونوعية الصواريخ المستخدمة والمعلومات الاولية التي رشحت تعطي دليلا واضحا على ان خسائر جدية وخطيرة قد الحقت بالدفاع الجوي، وجرى شل عمليات الكشف عن الاهداف المتجهة من الجنوب الى بغداد تماما، فيما كان بامكان بغداد كشف الاختراقات الجوية فور دخولها الاجواء العراقية. وهذا يعني ان التحالف الغربي بات قادرا على تنفيذ عمليات داخل مدينة بغداد بحرية اكبر. وهو امر بات يتعارض وفلسفة امن النظام تماما».

وعن احتمالات المستقبل وردود الفعل قال السامرائي «من المتوقع جدا حصول عمليات اخرى اذا لم تتم تسوية المواضيع العالقة في الملف العراقي، ومثل هذه التسوية تزداد كل يوم صعوبة بموجب المعطيات الراهنة، ومتى ما اعاد العراق بناء دفاعاته الجوية علينا ان نتوقع حصول ضربات» اما عن ردود الفعل العراقية والعربية فيقول السامرائي «ليس امام النظام في العراق خيارات كثيرة، فاما الامتثال للامر الواقع والعمل من جديد وهو الاكثر احتمالا، واما القيام بعملية عسكرية مثلا محاولة ضرب حاملة طائرات او اطلاق صواريخ ارض ـ ارض، ويترتب على ذلك تصعيد خطير جدا، وهو لذلك احتمال صعب التوقع فالنظام نفسه يصعب تصور امتلاكه القدرة على اتخاذ خطوة كهذه حاليا. ومن الخطأ الجسيم التعويل على المواقف العربية رسمية كانت ام شعبية».

ثم ختم اللواء وفيق السامرائي قوله ان: المراقب التلفزيوني العراقي كان عليه ان يتوقع ما حصل حيث تكررت اجتماعات صدام حسين بقادة الدفاع الجوي والتصنيع العسكري، وكانت احاديثه كلها تدلل على ان تطورا قد حصل وبات في موضع التحدي، فيما كان المفروض من وجهة النظر الاستخبارية المحافظة على كتمان المتحقق والمحافظة على سريته بدل الكشف عنه واعطاء المبررات للطرف المقابل. ويبدو ان درس الثاني من ابريل (نيسان) 1990 والتهديد بحرق نصف اسرائيل لم تجر الاستفادة منه، وهو ما يقود الى خسائر مؤسفة للعراق.