صحافي جزائري: سأرفع دعوى قضائية ضد الاستخبارات البريطانية لأنها دفعتني لأكون مخبرا للفرنسيين

TT

دخلت حرب الاستخبارات الصامتة بين الاجهزة البريطانية ونظيرتها الفرنسية مرحلة جديدة، عبر تصريحات الصحافي الجزائري الجاسوس رضا حسانين لصحيفتين بريطانيتين متنافستين ففي حين كشفت «الصنداي تايمز» قبل أسابيع قليلة ان رضا عمل جاسوسا لصالح جهاز الاستخبارات الفرنسية في لندن الذي كلفه باختراق الجماعات الاصولية المتعددة الجنسيات المستقرة في العاصمة البريطانية وايفاده برصد تحركاتها ونشاط قادتها، كشفت امس صحيفة «اوبزرفر» البريطانية المنافسة لـ«الصنداي تايمز»، عن عمل هذا الاخير، بناء على تصريحه لها بعد ان نفد صبره من الانتظار، لصالح اجهزة الاستخبارات الداخلية البريطانية «ام اي 5». وقال رضا حسانين لـ«الشرق الأوسط» في لندن انه سيرفع هذا الأسبوع «دعوى قضائية ضد وزارة الداخلية البريطانية وضد وزير الداخلية جاك سترو نظرا للأضرار النفسية والضغوطات التي يتعرض لها من جراء عدم فصل الوزارة في أمره، وتركه عرضة لممارسات استخبارات بلاده». وكشف حسانين (39 عاما) لـ«الشرق الأوسط» انه سعى كصحافي لنشر قصته كاملة منذ الوهلة الاولى مع جهازي الاستخبارات البريطانية والفرنسية، وانه لم تكن لديه نية في اتهام الاجهزة الفرنسية فقط بل البريطانية ايضا، لكنه قال «ان صحيفة «الصنداي تايمز» فضلت ان تكتفي بنشر جزء فقط من معلوماتي التي كانت تدين الاستخبارات الفرنسية». واضاف «وهذا فعلا ما قبلت به لعل وعسى ان أحصل على جواز السفر البريطاني، بدلا من الفرنسي، كما وعدوني به وتحسين ظروف اقامتي في البلاد، غير ان اتصالاتي بهم انقطعت بمجرد عودتي من الخارج بعد نشر الموضوع باسمي الحقيقي وليس المستعار».

وكانت «الشرق الأوسط» قد تابعت قصة الصحافي الجاسوس منذ الوهلة الاولى ونشرت تفاصيل تورطه مع الاستخبارات الفرنسية في مقابلة اجرتها معه في (11 ـ 10 ـ 2000) من دولة اوروبية مجاورة (بلجيكا) لجأ اليها تحسبا من تعرضه لاي مكروه، سواء من الفرنسيين او حتى من الاصوليين المتطرفين.

لكن، حسانين يخشى اليوم على حياته من رد فعل الاستخبارات البريطانية، كما أكد ذلك أمس لـ«الشرق الأوسط».

وأضاف «ومنذ 15 اكتوبر (تشرين الاول) كان آخر لقاء بيننا، ولم أسمع منهم الا تهديدات وصلتني عبر جهات كنت على اتصال بها». واردف حسانين «اعتبر حالي انسانا ميتا ولذا لم أعد أخاف شيئا، لكن رسالتي انني لست جاسوسا ولم أكن يوما جاسوسا ولن أكون، بل أنا صحافي اضطرتني الأيام الى ان أجد نفسي في ظروف صعبة دفعتني الى البحث عن وسيلة لتعديل اقامتي في البلاد فوجدت نفسي أدخل لعبة الاستخبارات التي حاولت استخدامي، فقررت ايضا ان استخدمها كصحافي واصدر عنها قريبا كتابا اروي فيه ممارستها ونشاطها، الا أنني لم أحصل غي النهاية على جواز السفر حتى انتقل للعيش في دولة أخرى كوني مهددا هنا». وكشف حسانين، الذي يطلب حاليا اللجوء السياسي ويعيش على معونات الضمان الاجتماعي، لصحيفة «اوبزرفر» البريطانية امس ان اجهزة الاستخبارات البريطانية طلبت منه ايضا اختراق الجماعات الاصولية وجمع المعلومات حول تحركات قادتها ونشاطها، فضلا عن القيام بعمليات سرقة داخل مساجد شمال لندن. وقال حسانين في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» ان «الاستخبارات البريطانية و«الشعبة الخاصة» المكلفة مراقبة الاصوليين المتطرفين هي التي اعطتني الضوء الأخضر للعمل مع الاستخبارات الفرنسية، بعد ان توجهت اليها لأشتكيها مطلع 1997 من السلطات الفرنسية التي أرادت تجنيدي للعمل كجاسوس لصالحها في أحياء شمال غرب لندن، أترصد أخبار الاسلاميين». وأضاف «لكن لمفاجأتي فقد طلبت مني أن البي رغبة الفرنسيين والعمل لصالحهم، وان لا أكترث كثيرا بأنني أقوم بعمل غير قانوني على أراضيهم». وعند سؤاله اذا كان يوفر نفس المعلومات للطرف البريطاني من دون علم الفرنسيين، قال: «لا ، لم تكن لدي على الاطلاق اتصالات بالبريطانيين وقتها، ولم يجر أول اتصال بيننا الا بعد ان رفض رجل الاستخبارات الفرنسي الاستجابة لمطالبي ومنحي جواز السفر».