ضيق الحال يدفع الجامعيين في غزة للانقطاع عن دراستهم

TT

لا يجد ثامر بدا سوى ان يقتل وقته ويقضي نهاره في ممارسة لعبة كرة القدم مع رفاقه في الحي، علما بان هذا الشاب من المفترض ان يواظب هذه الايام على دوامه في قسم المحاسبة في الجامعة.

ثامر ذو العشرين ربيعا، شأنه شأن الكثيرين من طلبة الجامعات في قطاع غزة الذين لم يكن امامهم خيار الا الانقطاع عن الدراسة. فهؤلاء لم يستطيعوا تسديد رسوم الدراسة بسبب الاوضاع الاقتصادية القاسية والاغلاق المتواصل الذي حال بين كثير من ارباب الاسر في قطاع غزة وبين الذهاب الى مصدر رزقهم في اسرائيل، جعل من المتعذر على هؤلاء ان يفوا بمتطلبات التعليم الجامعي الخاصة بابنائهم.

البيت الفاخر نسبيا الذي تملكه عائلة ثامر لا يشي بحقيقة الاوضاع المادية لهذه العائلة التي تقطن على مشارف مخيم المغازي للاجئين في وسط قطاع غزة. فوالد ثامر واسمه كامل، الفني الكهربائي الذي يعمل في اسرائيل منذ عقود، انفق كل ما يملك في بناء البيت الكبير، على امل ان يواصل العمل لاعالة الاسر، لكن الاغلاقات المتواصلة التي تعاقبت على قطاع غزة منذ اندلاع انتفاضة الاقصى قبل 5 اشهر جعلته يستنفد «تحويشة عمره» المتبقية على حد قوله، في الانفاق على متطلبات الحياة الاساسية. ويعيش كامل واسرته التي تبلغ عشرة افراد، على راتب مقتطع يبلغ ستمائة شيكل (مائة وخمسين دولاراً)، تمنحه اياه نقابة عمال فلسطين من اموال مساعدات تم التبرع بها لدعم صمود الفلسطينيين في ظل الانتفاضة. يرقب كامل ابنه ثامر بنظرات عطف وقلق كلما رآه يهم ورفاقه للتوجه لملعب كرة القدم المجاور ويقول «اليس حراما ان ينقطع هذا الشاب وزملاؤه عن دراستهم». ويتساءل «لماذا لا تراعي ادارات الجامعات ظروف الناس الاقتصاية التعيسة»؟ وما يزيد الامر تعقيدا ان هناك اكثر من خمسة عشر الف طالب جامعي في قطاع غزة.