الملف العراقي ومفاوضات السلام في الشرق الأوسط يتصدران مباحثات وزير الخارجية الأميركي في المنطقة

TT

يأتي اختيار الرئيس الاميركي جورج بوش منطقة الشرق الاوسط لتكون اول منطقة يزورها وزير خارجيته الجنرال كولن باول، منذ تسلمه منصبه، تأكيداً للأهمية التي يعطيها الرئيس بوش وادارته لهذه المنطقة، والأولوية التي تحظى بها قضاياها على جدول سياسته الخارجية، وهذا ما اكده الوزير باول عند اعلانه عن جولته في التاسع من الشهر الحالي.

ففي وقت متأخر من مساء يوم غد، يغادر الوزير باول واشنطن متوجهاً الى المنطقة، حيث يزور مصر والسعودية والأردن واسرائيل وغزة والضفة الغربية وسورية، التي قال انه سيتوقف فيها لساعات قليلة ليجتمع بالرئيس السوري بشار الأسد.

ويحمل الوزير باول معه ملفين أساسيين سيبحثهما مع قادة الدول التي يزورها بالاضافة الى الموضوعات المتصلة بالعلاقات الثنائية مع كل بلد، اولهما الملف العراقي، حيث سيتصدر موضوع العراق القضايا التي سيبحثها، خصوصاً في اعقاب العملية العسكرية التي نفذتها الطائرات الحربية الاميركية والبريطانية يوم الجمعة الماضي، وقصفت خلالها مواقع عسكرية قريبة من بغداد. اذ كما قال مسؤول في الادارة: ان الوزير باول سيؤكد لجميع القادة الذين سيلتقيهم ان السياسة الاميركية تجاه بغداد ليست ضد الشعب العراقي او العراق كبلد وانما ضد النظام العراقي ورئيسه صدام حسين. وان الهدف الجوهري من السياسة الاميركية هو منع صدام من تطوير او امتلاك اية اسلحة دمار شامل، تشكل خطراً على جيران العراق وعلى استقرار المنطقة التي تعتبر منطقة حيوية للعالم، وللأمن القومي الاميركي على وجه التحديد. واضاف المسؤول الاميركي قائلاً: «ان الوزير باول سيستمع الى آراء ووجهات نظر القادة الذين سيجتمع بهم، وعرض مجمل ما سيعود به باول من افكار ومقترحات على الرئيس بوش، لتحديد الخطوات التالية.

وفي هذا السياق، سيبحث الوزير باول خلال الساعات القليلة التي سيجتمع فيها مع الرئيس بشار الأسد موضوع النفط العراقي الذي يتم تصديره عبر سورية، وكذلك موضوع العقوبات على العراق وتشديدها على النظام العراقي مع الأخذ في الاعتبار ألا تؤدي الى المزيد من معاناة الشعب العراقي.

اما الملف الثاني الذي يحمله باول فهو ملف مفاوضات السلام في الشرق الأوسط. وليس «عملية السلام» كما كانت تسمى حسب قول المسؤول في الادارة: اذ سيستمع الوزير باول الى رؤية كل من الطرفين المباشرين في المفاوضات اي الاسرائيليين والفلسطينيين بالنسبة للمنطلق الجديد الذي ستبدأ منه المفاوضات، والتأكيد للطرفين على ان المنطق الجديد والتحرك قدماً في المفاوضات يعود للأطراف تقريره، وان الادارة ستترك لهما تقرير ذلك، ومن ثم نساعدهما على التحرك قدماً عندما يقرران ذلك، اذ انه لن تفرض الادارة اي شيء على اي طرف، مشيراً الى ان باول سيطرح مع القادة الذين سيلتقيهم تصور الادارة الجديدة لمفاوضات السلام من خلال وضعها في اطار اقليمي اوسع، وهذا ما فسره المتحدث باسم الخارجية الاميركية، بالقول «انه يعني اشراك كل الاطراف التي يمكن ان تساعد في احلال السلام العادل والشامل، بالاضافة الى ان المنطقة وقضاياها لن ينظر اليها في عهد ادارة الرئيس بوش من منظور ومنطلق ما كان يسمى بعملية السلام».

وعما سيطرحه الوزير باول من افكار او مقترحات محددة على القادة الذين سيلتقيهم قال المسؤول في الادارة ان جولة الوزير باول تهدف الى الاستماع الى آراء ووجهة نظر القادة، وفي نفس الوقت طرح الرؤية الاميركية ومن ثم فانه بعد رفع تقرير للرئيس بوش عن نتائج الجولة، سيتم تحديد الخطوات التالية، سواء في ما يتعلق بمفاوضات السلام، او الموضوع العراقي. وعدا هذين الملفين الرئيسيين، سيبحث الوزير باول موضوعات مختلفة مثل الوضع الاقتصادي المنهار في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية، وخفض العنف، والأمن والاستقرار في منطقة الخليج، ورؤية الرئيس الأسد لاستئناف مفاوضات السلام، بعد تشكيل الحكومة الاسرائيلية.

ولفت المسؤول الاميركي الى ان الملف العراقي سيحظى باهتمام كبير، حيث سيشرح الوزير الأسباب التي كانت وراء عملية القصف، ونتائجها. وسيستمع الى اسباب الاعتراض الذي ابدته بعض الدول على العملية العسكرية.