ثلاث سيدات قطريات يدرن أول مقهى مفتوح بالدوحة

TT

افتتحت الشيخة العنود بنت خليفة آل ثاني الاسبوع الماضي اول مقهى في الدوحة تديره ثلاث سيدات قطريات هن ايمان غافان سعيد البسطي، وعائشة محمد التميمي وميثا عبد الله الدهيمي.

وقالت ايمان البسطي المديرة العامة لمقهى «لجند كافيه» ـ مقهى الاسطورة ـ في تصريح لـ«الشرق الأوسط» ان فكرة افتتاح المقهى «بدأت بعد لقاءات مع الصديقات حيث ارتبطت الطموحات وقررنا أن نعمل شيئا تجاريا ومن ثم بدأنا بتقسيم العمل، اذ تولت عائشة التميمي مشرفة التغذية في دار تنمية الاسرة، ادارة الاشراف على اعداد الاغذية في المقهى، وميثا عبد الله الدهيمي المدرسة في وزارة التربية والتعليم، تتولى معي شؤون الادارة التي تشمل جميع الامور المتعلقة بالمقهى».

واضافت ايمان البسطي «عندما يمارس العمل التجاري فانه يصبح اقرب الى المجتمع بمختلف طبقاته، وأن تكون للانسان علاقات انسانية طيبة مع افراد المجتمع، امر جيد في حد ذاته». والبسطي فنانة تشكيلية وعضو في مجلس ادارة جمعية الفنون التشكيلية القطرية وجمعية التصوير الضوئي ومنتدى سيدات الاعمال ضمن غرفة تجارة وصناعة قطر.

وحول اختيار الديكور الاوروبي للمقهى تقول ايمان البسطي «لقد تكررت الاعمال التقليدية ولذلك لم نرغب في تكرار افكار الآخرين من خلال اختيار نسخة من الطابع الموجود في البلاد، واخترنا لون القصة والاسطورة على اعتبار ان التراث الانساني ملك للانسانية وليس لشعب دون آخر». وتابعت «مثلما الاجانب يحبون تراثنا الشرقي مثل الصحراء والبيئة واللبس التقليدي نحن نفس الشيء كذلك ولكن يجب ان نختار من تراثهم الجانب الايجابي ونترك السلبي ونجعل الصورة مقربة ومحببة لكل الناس».

واوضحت ايمان البسطي أن كلفة ديكور المقهى بلغت حوالي نصف مليون ريال قطري (ما يعادل حوالي 137 ألف دولار). وحول كيفية حصولها على رخصة الموافقة لافتتاح اول مقهى من هذا النوع يرتاده الرجال والنساء رغم ان محاولة سابقة لاحدى السيدات لافتتاح مطعم للسيدات انتهت باغلاقه، قالت ان مشروع المقهى «عمل تجاري، وانا اديره، ولدي من يقدم المشروبات والاطعمة من العمالة الممتازة في خدمة المطاعم». واضافت ان اجراءات الترخيص كانت عادية «ولكن مع بعض العقبات التي تواجه اي مشروع سواء كان المتقدم رجلا او سيدة، واعتقد ان قطر تخطو خطوات موفقة في هذا الاتجاه خاصة بعد أن اصبح هناك منتدى للسيدات في غرفة تجارة وصناعة قطر هدفه تذليل الصعوبات امام مشاريع السيدات». وتمنت البسطي الا يقتصر مثل هذا المقهى على قطر «بل نريده أن ينتشر في كل دول الخليج. ونحن كقطريات على استعداد لمساعدة اية خليجية تحب أن تدخل في هذا المجال او اي مجال اقتصادي آخر لاعتقادنا ان اي عمل يبني المجتمع نعتبره ايجابيا ومهما». من جانبها قالت عائشة محمد التميمي، مديرة الانتاج في المقهى والمنتدبة من وزارة التربية والتعليم حيث كانت تعمل مدرسة للاشراف على انتاج الاطعمة في دار تنمية الاسرة القطرية: «انني اشعر بفخر لادارة الانتاج في المقهى».

وعن سبب تكليفها مهمة ادارة الانتاج في المقهى ودار تنمية الاسرة، قالت عائشة «انها وظيفتي وميولي وهوايتي في المطبخ مما شجعني على مشاركة زميلاتي في هذا المشروع. وانا من زمان كان لي طموح أن يكون لي مطعم وعندما طرحت فكرة انتاج الاغذية في المقهى علي نلت التشجيع خصوصا بعد الانفتاح الذي اصبحت تنعم به دولة قطر والتشجيع الذي نلقاه من الحكومة». واضافت ان الشيخة موزة «وراء كل عمل تقوم به السيدة القطرية ونحن نعتز بهذا التشجيع ونأمل القيام بما يليق بجهود الشيخة موزة وبما تتبناه من الاعمال التي تفيد المجتمع، لأن المرأة كما يقال نصف المجتمع وهذه حقيقة بعد أن بلغت السيدة القطرية اعلى مراتب العلم والثقافة والا لماذا تضحي الدولة بالملايين من اجل تعليم السيدات في كل مراحل العلم؟».

واضافت عائشة التميمي «لي باع طويل في الطبخ فقد كنت اقوم في بيتي باعداد اطعمة عالية المستوى ومختلفة الانواع والاشكال لدرجة ان صديقاتي شجعنني على الطبخ وكن يشترين مني بعض هذه الاطعمة كتشجيع لي خاصة الحلوى في الاعياد». وحول توقعاتها بالنسبة لفرص نجاح المقهى وفتح فروع اخرى له قالت «هذا هو الامل والمخطط المرسوم، ولكن الله هو الذي يدبر الامور والرزق بيده واملنا كبير في النجاح». واكدت ان الاقبال «ممتاز لأن الاسعار معقولة ونوعية الاطعمة والمشروبات والخدمة ممتازة وعليك ان تجرب لترى المستوى العالي سواء في الاطعمة او المشروبات مثل العصائر والقهوة والشاي». وقالت «ان المشروع فريد من نوعه في الخليج ولكونه مقهى ولذلك فهو ملفت للنظر اكثر من المشاريع الاخرى ولكن لقد اصبح للسيدات القطريات الكثير من الانشطة مثل التجارية ودار تنمية الاسرة ومنتدى السيدات وشركة الاستثمار للسيدات وهناك سيدات كثيرات لهن اعمال تجارية كثيرة ولكن ربما لا احد يعلم بهن».

وحول الاسعار التي استعرضها مراسل «الشرق الأوسط» وهي خمسة ريالات للقهوة التركية وسبعة ريالات للشاي مع الحليب و12 ريالا تقريبا للعصائر، قالت عائشة التميمي سوف «نحاول أن نرضي جميع الاذواق وبأسعار مناسبة والخدمة الممتازة ونحن حاليا في حاجة الى الوقت لتطوير هذا المشروع». وردا على سؤال حول ما اذا يرتاد المقهى رجال فقط، قالت عائشة التميمي «نحن ندير فقط ولدينا من يقدم الطعام والمشروبات وكما ترى يوجد للمقهى مكانان واحد خاص للعائلات وآخر للرجال». واشادت عائشة التميمي بتفهم زوجها الدكتور احمد عبد الملك وقالت «كل عمل ناجح اقوم به يرجع الفضل فيه لله ثم لزوجي الذي ساندني ماديا ومعنويا والحمد لله. والمهم ان المجتمع القطري مجتمع طيب واطيب ما فيه ان غالبية رواد المقهى من الرجال ويأتون مع زوجاتهم، وأن الرجل يصطحب زوجته واطفاله لقضاء بعض الوقت وتناول ما يرغبون فيه، عادة طيبة». واضافت عائشة التميمي «زوجي كان مدير الاعلام في الامانة العامة لمجلس التعاون وقضيت معه في الرياض حوالي ست سنوات كانت من اجمل مراحل حياتي لأن الشعب السعودي طيب جدا وخاصة السيدة السعودية التي تعتبر مثقفة جدا ومتفهمة ووفية جدا للاصدقاء.. ورغم انني كنت مغتربة هناك عن اهلي الا انني وجدت نفسي بين اهلي تماما ولم اشعر في يوم من الايام بأنني مغتربة لقد اقمت علاقات لا استطيع نسيانها ولذلك فانني على اتصال معهن واتمنى أن افتح هذا المقهى في الرياض مع احدى صديقاتي السعوديات». وفي هذه اللحظة تدخلت ميثا عبد الله الدهيمي قائلة «احب أن اوضح نقطة هامة هناك من يفكر اننا كسيدات نقدم الاطعمة،قطر تتجه لاقتراض ملياري دولار لتمويل مشروعات غازية ومائية والحقيقة نحن ندير المقهى وهناك من يقوم بخدمة الزبون.. الا اذا كان الزبون من الاهل والاصدقاء فليس هناك مانع من أن اقدم لقريبتي ما تطلب».