نص رسالة باراك لشارون بشأن عدم مشاركته في الحكومة

TT

حصلت «الشرق الأوسط» على نص الرسالة التي بعث بها رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك المنصرف الى المنتخب ارييل شارون بشأن انسحابه من زعامة حزب العمل وتراجعه عن المشاركة في الحكومة الجديدة، في منصب وزير الدفاع، وفي ما يلي نص الرسالة:

«اثر فوزك في الانتخابات لرئاسة الحكومة، قررت مساء يوم الانتخابات، الاستقالة، بعد تشكيل الحكومة الجديدة، من منصبي في الكنيست ومن زعامة حزب العمل.

ونظراً لطرح ـ بمبادرتك ـ موضوع حكومة الوحدة الوطنية بمشاركة حزب العمل، وطلبك شخصياً ان اشغل منصب وزير الدفاع، ونظراً للواقع الأمني الصعب والمستقبل الذي يكتنفه الغموض، مع احتمال معين لتدهور امني في المنطقة، فقد وافقت بدافع الواجب والمسؤولية الوطنية، على القبول بالمنصب، من خلال اجراء مفاوضات لتشكيل حكومة وحدة وطنية مسؤولة ومتزنة ومتوازنة.

لقد استجبت لطلب تعييني وزيراً للدفاع بدافع الاحترام لمصدر الطلب وبدافع المسؤولية الشخصية والمسؤولية الوطنية، مع وعيي ومعرفتي سلفاً بالثمن الشخصي والجماهيري الكامن في مثل هذه الاستجابة.

لم أطلب لنفسي شيئاً، لكنني افترضت انك ستتعامل مع هذه الاستجابة بالاحترام المتبادل كما ينبغي. ان مطالعة قصيرة لعناوين الصحف خلال الأيام الأخيرة تلقي الضوء على تعاملك مع العمل المشترك باعتبار انني أتلقى الأوامر، وتفضيلك بالنسبة لهوية وزير الدفاع على انه موضوع مفتوح بشكل يمس جداً بالثقة بيننا ولا يمكنني من الأخذ على عاتقي المنصب المذكور.

أكثر من ذلك، فان نص وروح قانون الانتخاب المباشر والميزان العددي للقوى في حكومة الوحدة الوطنية ليس من شأنه حالياً التمكين من فيتو متبادل بين شريكين كما كان في عهد حكومة الوحدة الوطنية عام 1984.

وفي هذه الظروف كان بوسع الثقة المتبادلة بيننا فقط ان تشكل قاعدة صلبة لعمل مشترك ومثمر. ان حشر الأنف داخلياً في حزب العمل هو من المسؤولية المطلقة لحزب العمل، ومن هنا، في هذه المرحلة المسؤولية الشاملة.

لكن رغم التوضيحات التي نقلتها اليك بأن تدخل رجالك وتدخلك في حشر الأنف هذا يعتبر في نظري خرقاً للثقة بيننا، فقد شاهدت ـ باستثناء حادث واحد ـ استمرار هذا التدخل. اكثر من ذلك، كما سبق أن قلت لك اكثر من مرة خلال لقاءاتنا، ان ثمة معارضة قوية في مركز حزب العمل لمشاركة غاندي وليبرمان. واستمعت منك في كل مرة عن موقفك المعاكس، ولزمنا الحذر من رفضهما شخصياً، لكن السياسة التي يناديان بها تتناقض بصورة عميقة مع مواقفنا.

انني اعتقد شخصياً انه لا مجال لجلوس حزب العمل معهما في حكومة وحدة وطنية، لكن كما سبق ان قلت لك خلال لقاءاتنا، فان مركز حزب العمل سيحسم الأمر. ولهذه الأسباب جميعها ولدواع أخرى تتعلق بحزب العمل ذاته، لن اخوض في تفاصيلها هنا، قررت عدم الانضمام الى حكومة الوحدة في منصب وزير الدفاع او أي منصب آخر، وأنوي اعتزال النشاط السياسي لفترة من الوقت، كما تعهدت في الأصل.

وسأوصي امام رفاقي في حزب العمل بأن يحاولوا جسر الفوارق الباقية، ليتسنى تشكيل حكومة وحدة وطنية في اسرائيل كما يقتضيه هذا الزمن».