متظاهرون لبنانيون حاولوا اقتحام السفارة الأميركية احتجاجا على قصف العراق وتصريحات ساترفيلد

إصابة 20 طالبا و6 عسكريين بجروح وتضرر آليات

TT

حاول متظاهرون لبنانيون امس اقتحام مبنى السفارة الأميركية في لبنان فتصدت لهم عناصر من قوى الأمن الداخلي بمساندة قوات من الجيش اللبناني المكلفة حماية المبنى الذي يقع على تلة في بلدة عوكر، التي تبعد عشرة كيلومترات الى الشمال من بيروت، ومنعتهم من الاقتراب من مدخل السفارة.

وقد أدت المظاهرة التي شارك فيها طلاب وطالبات من الجامعات والمدارس في لبنان قدر عددهم بألفي متظاهر، احتجاجاً على القصف الأميركي والبريطاني على العراق واستنكاراً لتصريحات السفير الأميركي لدى لبنان ديفيد ساترفيلد التي طالب فيها بوقف المقاومة والعمليات العسكرية في مزارع شبعا التي تحتلها اسرائيل من اجل جذب الاستثمارات، الى اصابة اكثر من 20 متظاهراً بجروح بالغة وكذلك اصابة ضابط وعنصرين من قوى الأمن وثلاثة عناصر من الدفاع المدني بجروح.

وعند الثالثة والنصف عصراً ازداد الاشتباك عنفاً بين المتظاهرين وقوى الأمن الداخلي التي استعانت بملالات تابعة للجيش المكلفة بحماية السفارة حيث أصيب العديد من الاشخاص، وقدر عدد الجرحى من الطرفين الذين أصيبوا بالحجارة وباعقاب البنادق بأكثر من 26 شخصاً بينهم 6 عناصر من قوى الأمن منهم ضابط، وأكثر من 20 شخصاً من المتظاهرين.

وعند الرابعة بعد الظهر تفرق المتظاهرون بعدما رددوا هتافات ضد السفير الأميركي وطالبوا برحيله، كما انشدوا النشيد الوطني اللبناني، لكنهم لم يتمكنوا من اختراق الحاجز، وبالتالي الوصول الى مبنى السفارة.وذكرت معلومات ان قوى الأمن اوقفت عدداً من المتظاهرين بتهمة رشق عناصرها بالحجارة.

وكانت سلسلة تدابير امنية قد اتخذت منذ الصباح، فأقامت القوى الأمنية حواجز قرب المدخل الشمالي للسفارة، ومنعت أياً كان من الاقتراب فيما سجل الوضع هدوءاً داخل حرم السفارة التي لجأت الى تدبير احترازي بارسال عدد من الموظفين الى منازلهم.

وفي وقت لاحق صدر عن وزارة الداخلية البيان الآتي: «عند الساعة الثانية بعد ظهر امس، قامت مجموعة من الطلاب بالتظاهر في ساحة عوكر على مقربة من السفارة الأميركية، وعمد المشاركون في المظاهرة الى رشق رجال قوى الأمن الداخلي بالحجارة بشكل كثيف، مما أدى الى اصابة ضابط وعنصرين من قوى الأمن وثلاثة عناصر من الدفاع المدني بجروح، وتضرر خمس آليات لقوى الأمن وشاحنتين للدفاع المدني.

وقد شدد وزير الداخلية المحامي الياس المر على قوى الأمن والدفاع المدني ضبط النفس وتجنب الاصطدام بالمتظاهرين والاكتفاء برشهم بالمياه من سيارات الاطفاء لتفريقهم.

وعند الساعة الرابعة غادر المتظاهرون منطقة عوكر وعاد الوضع الى طبيعته.

ان وزارة الداخلية إذ تؤكد مجدداً حرصها على الحريات وحق التعبير السلمي، تحذر من تكرار اعمال الشغب والتطاول على رجال قوى الأمن والمساس بالأمن والنظام». وكان طلاب وطالبات من الجامعات والمدارس والثانويات الرسمية والخاصة قد شاركوا في مظاهرة توجهت عند الواحدة والنصف من بعد ظهر امس الى مبنى السفارة الأميركية في عوكر للاحتجاج على العدوان الجوي الأميركي والبريطاني على العراق واستنكاراً لتصريحات السفير الأميركي ديفيد ساترفيلد التي طالب فيها بوقف المقاومة من أجل جذب الاستثمارات.

وجاءت المظاهرة تلبية لدعوة من المنظمات الشبابية والقوى الطلابية التي كانت قد اجتمعت امس في مقر الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيروت.

وانطلق المتظاهرون الذين قدر عددهم بنحو ألفي طالب سيراً على الأقدام من أمام محلات «أ.ب.ث» في ضبية (شمال بيروت) بعد وصولهم الى هناك بالباصات، باتجاه مقر السفارة الأميركية، لكن عناصر مكافحة الشغب وقوى الأمن الداخلي المزودين بالهراوات والدروع اقاموا حاجزاً على بعد كيلومتر واحد من السفارة ومنعوا المتظاهرين من الاقتراب من المبنى بهدف اقتحامه.

ورد المتظاهرون الذين رشتهم سيارات المطافئ بالمياه برشق الحجارة باتجاه الحاجز وتمكنوا من النفاذ من احدى الثغرات حسب تعبير قوى الأمن الموجودة قرب سيارات اطفاء الدفاع المدني، وحاولوا مجدداً اقتحام مدخل السفارة، لكن قوى الأمن أقامت حاجزاً ثانياً تصدى أفراده للطلاب المتظاهرين وتمكنوا من وقف تقدمهم في اتجاه السفارة.

ورفعت في المسيرة لافتات نددت بالعدوان على العراق وحملت عبارات «الموت لأميركا واسرائيل» و«أرض العراق ليست حقل تجارب الأسلحة الأميركية»، و«واشنطن وتل أبيب عاصمتا الارهاب في العالم» و«ضرب اطفال العراق عملية روتينية» و«الولد سر أبيه ـ مع تحيات عائلة بوش».