انحسرت العاصفة التي ضربت لبنان اول من امس بعدما خلفت اضراراً بالغة، وتسببت في وقوع قتيلين، كما احتجزت عدداً من السيارات في المناطق الجبلية. وتوقعت مراكز الارصاد الجوية الا يستمر الانحسار طويلاً. وذكرت ان الانفراجات التي شهدها لبنان امس هي الهدوء الذي يسبق تجدد العاصفة التي سترافقها امطار غزيرة وثلوج بدءاً من ارتفاع 700 متر.
وقتل ليل اول من امس شخصان في قرية العمارية في البقاع نتيجة انهيار جدار منزلهما عليهما فيما كانا نائمين. وهما جمال عبد الله عيسى (26 عاماً) وغازي فيصل عبود (29 عاماً) وهما من التابعية السورية.
واستطاعت فرق الانقاذ في الصليب الاحمر اللبناني ان تسعف عشرات المواطنين الذين احتجزتهم الثلوج داخل سياراتهم في منطقة ضهر البيدر على طريق بيروت ـ دمشق الدولية. ولحقت اضرار بالغة بشبكات التيار الكهربائي في مختلف المناطق كما دمرت العاصفة الكثير من البيوت البلاستيكية المخصصة للمزروعات واقتلعت الاشجار واللوحات الاعلانية على الطرق، ما تسبب في تضرر عدد من السيارات. وادت سرعة الرياح الى اصطدام السيارات ببعضها بعضا على الطرق الساحلية.
وباشرت فرق الدفاع المدني والفرق التابعة لوزارتي الاشغال العامة والداخلية العمل على ازالة اثار العاصفة فيما بدأت الورش الفنية في مؤسسة كهرباء لبنان إصلاح الاعطال.
واخلى عدد من سكان الابنية المتصدعة منازلهم خوفاً من انهيارها عليهم. وافيد عن تحطم عشرات مراكب الصيد في كل من بيروت وصيدا وصور بعدما ضربتها الامواج العاتية.
واستمرت طرق المناطق الجبلية مقطوعة بسبب الثلوج. ونصحت قوى الامن الداخلي المواطنين بعدم سلوك الطرق الجبلية الا اذا كانت سياراتهم مجهزة بسلاسل معدنية. وبثت محطات التلفزة والاذاعة ارشادات وقائية للمواطنين حرصاً على سلامتهم.
وطالب رئيس «التنظيم الشعبي الناصري» النائب مصطفى سعد الجهات المسؤولة والحكومة بتعويض الصيادين واصحاب المنازل الشعبية في صيدا والجنوب وكافة المناطق اللبنانية الذين تضرروا نتيجة العاصفة. وقال: «ان نتيجة العاصفة جاءت لتؤكد الكلام السابق لجهة سياسة الاهمال والاستهتار الرسمي المستمر».
واعطى وزير الاشغال العامة نجيب ميقاتي توجيهاته لكل الاجهزة المعنية للبقاء في حال جهوزية لمواجهة احتمالات تجدد العاصفة.
ووعد مدير عام وزارة النقل عبد الحفيظ القيسي، خلال جولة تفقدية قام بها امس على موانئ صيادي السمك، بتعويضهم الاضرار التي لحقت بمراكبهم.