المخابرات الأميركية تبشر زعماء العالم بحياة أطول

TT

تنبأت وكالة المخابرات المركزية الأميركية بالمستقبل الصحي والسياسي لزعماء العالم، فقالت ان أمراض القلب لن تكون السبب الذي سيجبر بعضهم على الرحيل عن منصبه خلال الشهور الاثني عشر المقبلة. وقالت الحسابات الصادرة عن الوكالة ان أيا من زعماء العالم لن يتنازل عن منصبه بسبب أمراض القلب خلال تلك الفترة.

وتعد الأمراض الخاصة بالجهاز الدوري هي السبب الرئيسي في وفاة رؤساء الدول والحكومات الذين يشكل الرجال الكثرة الغالبة منهم. ويشير الأطباء العاملون لدى الوكالة الى أنه من المحتمل أن يعاني اثنان فقط من زعماء العالم على مدى العام القادم من مشاكل في القلب تسبب لهما إعاقة جزئية مؤقتة. وتستند الحسابات التي قام بها أطباء الـ«سي آي إيه» على دراسة دقيقة للتقارير الاخبارية الخاصة بحوالي 64 من رؤساء الحكومات الذين تعرضوا لأزمات قلبية خفيفة أثناء وجودهم في السلطة، في الفترة من عام 1970 وحتى عام 1999. وبين هذه المتابعات أن نسبة الإصابة بمرض الشريان التاجي بين زعماء العالم قد انخفضت بنسبة 42% على مدى الأعوام الثلاثين الماضية، بالمقارنة بالنسبة ذاتها في صفوف الرجال الأميركيين العاديين. وترجح الدوائر الطبية أن يكون هذا الانخفاض قد حدث نتيجة التطور في علاج أمراض أخرى مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وتخفيف معدلات الكولسترول. وطبقا لما يقوله أطباء الوكالة فإن هذا التوجه يعني أن واحدا أو اثنين من زعماء العالم قد يتعرضون للاصابة بمرض الشريان التاجي خلال العام المقبل، كما استبعدوا ان تكون الوفاة نتيجة لهذه الأزمة خلال اثني عشر شهرا من حدوثها. وكان 52 % من الزعماء قبل عشرين عاما يواجهون خطر التعرض لأزمات قلبية من هذا النوع.

ويؤكد تقرير الوكالة أمرا معروفا مفاده أن صناع القرار على مستوى العالم يتلقون أفضل رعاية صحية، وأحسن مستويات الخدمات التقنية والمهنية المتوافرة في بلادهم أو التي يمكن جلبها من الخارج. كما يكون في وسع الزعماء السفر الى الخارج لتلقي العلاج في أفضل المستشفيات العالمية، ورغم ذلك لم تحدد الوكالة أسماء الزعماء الذين قد يتعرضون لأزمات قلبية.

وتشير الإحصاءات إلى أن أيا من زعماء العالم خلال سنوات التسعينات لم يغادر منصبه في العام الذي تلا اصابته بأزمة قلبية. لكن ثلث المصابين تركوا مناصبهم خلال الثمانينات، وأقدم الثلثان على التنحي خلال السبعينات.

ويعد الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين من بين أشهر الزعماء الذين تعرضوا لأزمات قلبية أثناء وجودهم في سدة الحكم. وأجريت ليلتسين عدة جراحات في القلب خلال عام 1996، كما قضى معظم العام الأخير من حكمه ملازما سرير المرض قبل أن يتنحى فجأة في عام 1999.

وكشفت إحصاءات المخابرات المركزية الأميركية عن أن 94% من الزعماء الذين تعرضوا لأزمات قلبية قبل عشر سنوات لا يزالون على قيد الحياة مقابل 53% ظلوا أحياء لعشر سنوات أو أكثر من الذين تعرضوا للأزمات نفسها خلال الثمانينات. وتؤكد هذه الإحصاءات أن زعماء العالم يتمتعون بحظوة في ظروفهم المرضية قياسا الى الجماهير العادية، فقد انخفضت معدلات الوفاة في صفوفهم قبل وقت طويل، بينما لم يشهد معدل الوفاة بأمراض القلب في معظم أنحاء العالم انخفاضا ملحوظا سوى مؤخرا.

ولا تزال الوفيات الناجمة عن أمراض القلب في ارتفاع في عدد من بقاع العالم تأتي في مقدمتها أوروبا الشرقية. وقد نشرت نتائج هذه الدراسة في المجلة السنوية البريطانية للطب الباطني.