رئيس المجلس العربي للطب والعلوم: حصلنا على عينات من المواد السامة التي تستخدمها إسرائيل ضد الفلسطينيين

TT

أكد رئيس المجلس العربي للطب والعلوم والتكنولوجيا البروفيسور صبحي شلش ان اسرائيل تستخدم العديد من المواد الكيميائية السامة ضد انتفاضة الأقصى لإبادة الشعب الفلسطيني والتي استخدمتها ضد الشعبين اللبناني والفلسطيني في الفترة ما بين 1982 ـ 1987، حيث حصل بحكم اختصاصه على عينات من هذه المواد القاتلة والخانقة والمنفضة والمؤثرة النفسية والمعوقة التي تدخل الجسم عن طريق الاستنشاق والجلد وتلوث المواد الغذائية.

وقال لـ«الشرق الأوسط» ان الغازات القاتلة هي مركبات عضوية فوسفورية تؤثر على الاعصاب وتسبب الشلل وان الوفاة غالبا ما تكون نتيجة شلل في عضلات التنفس، مضيفا ان الاقنعة الواقية ليست كافية لتحمي الانسان من هذه الكيميائيات السامة، بل يحتاج الواقع تحت تأثير هذه الغازات الى ثياب خاصة تمنع تسرب الغازات السامة الى الجلد وهذا غير متوفر لدى ابناء الانتفاضة.

واوضح ان هذه المواد السامة لا لون لها ولكنها تتحول الى لون اصفر ثم بني بعد تأكسدها في الجو وهي قليلة الذوبان في الماء وتتحطم عند تعرضها للمحاليل القوية.

ولدى سؤاله عن ظهور اعراضها على المصاب قال الخبير شلش ان اعراضها تتمثل في الغثيان والتقيؤ وضيق وصعوبة في التنفس ناتجة عن انقباض العضلات الملساء في مجاري التنفس وتجمع السوائل داخل الرئتين وخروج زبد من فم المصاب نتيجة زيادة افراز اللعاب وتصبب العرق والدموع بغزارة وتضييق في حدقة العين (البؤبؤ) ومغص معوي شديد مصحوب باسهال وعدم السيطرة على مجاري البول والغائط بسبب تقلص المثانة والأمعاء الغليظة وتشنجات عصبية شديدة، ثم تباطؤ في النبض، واخيرا حدوث الوفاة بسبب الاختناق لتوقف عضلات التنفس عن القيام بوظيفتها.

اما بخصوص امكانية اسعافها او علاجها في حال التعرض لهذه المواد افاد الخبير الكيميائي ان اسعافها يتم بابعاد المصاب فورا عن مكان التعرض وخلع الملابس الملوثة بالمواد الكيماوية وغسل الجزء الملوث من الجسم بشكل جيد بالماء والصابون او محلول مخفف من النشادر او بيكربونات الصوديوم (حوالي 2%) وغسل العينين جيدا بالماء وتهدئة المصاب ونقله الى اقرب وحدة صحية عندما تسمح الظروف بذلك لمعالجته وكذلك تنظيف مجرى التنفس واجراء التنفس الصناعي واعطاء الاوكسجين والترياق اللازم.

وبخصوص الاحتياطات الواجب اتخاذها قال البروفيسور شلش انه ينصح بوضع غطاء على الرأس ولبس قفازات وملابس طويلة وعدم تناول الطعام والشراب او التدخين في المكان الملوث بهذه الكيميائيات، وكذلك استخدام منشفة مبللة او اي قطعة قماش توضع بداخلها قطعة من القطن يضاف اليها فحم منشط او محلول النشادر او بيكربونات الصوديوم توضع على منطقة الانف وتثبت قطعة القماش خلف الرأس وكذلك نقل عينات مثل شظايا القذائف او ما يتخلف عنها الى اقرب وحدة صحية للتعرف على نوع المادة المستعملة من اجل اعطاء الترياق المناسب على ان يتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند القيام بذلك.

اما بالنسبة للغازات الخانقة اوضح شلش ان هذه الغازات تحجب وصول الأوكسجين الى انسجة الجسم، مما يؤدي الى الاختناق، مشيرا الى ان هذه الغازات تطلق حامض الهيدروليك بوجود الماء في الطبقة المخاطية للجهاز التنفسي وان هذا الحامض يؤدي الى وذمة رئوية ونخر للخلايا.

وردا على سؤال حول المعيقات المستعملة اجاب بأنها مواد كيميائية تستعمل للتعطيل المؤقت وعادة ما تستعمل لمقاومة اعمال الشغب وتصبح هذه المواد قاتلة اذا ما استعملت بنسب عالية في الاماكن المغلقة واهم هذه المواد مسيلات الدموع مثل (سي ان، وسي اس) وغيرها وتؤدي هذه المواد الى افراز الدموع ويؤدي استنشاقها الى تهيج في القصبات الهوائية ويسبب حروقا في الجلد عند ارتفاع التركيز، كما تسبب السعال والغثيان وحرقة في العين وصعوبة في التنفس وصداع. وهناك ايضا المعطسات ومنها انواع عديدة اهمها آدم سيت وتشبه في فعلها الغازات المسيلة للدموع، الا ان مكان فعلها المميز هو الاغشية المخاطية بالدرجة الاولى وتؤثر على العينين والقصبات الهوائية والجلد ويتميز بوجود الزرنيخ الذي له آثار سمية مميزة.

وفي ما يتعلق بأعراض هذه المواد اوضح شلش انها تسبب احمرارا وتهيجا في العينين وقد تؤدي الى عدم وضوح الرؤية وافراز الدموع بغزارة وحكة في الجلد وتهيج في القصبات الهوائية واغشية الانف، مما يؤدي الى العطاس المفرط وكذلك التقيؤ والغثيان وقد تسبب الوفاة نتيجة الشلل التنفسي، اذا تعرض الانسان لجرعات عالية من هذه المواد.

ويشار ان البروفيسور شلش حاصل على دكتوراه في علم السموم في الشرق الاوسط وهو الذي نصح بالرجوع الى منفذ عملية اغتيال كادر «حماس» خالد مشعل لأنه يمتلك الترياق.