مقتل فلسطيني في يوم غضب جديد في الضفة وغزة وإسرائيل تتهم السلطة الفلسطينية بالتصعيد المتعمد

باراك يهدد بأن الجيش والأجهزة الأمنية ستقبض على من يقفون وراء إطلاق النار

TT

زعم مسؤول كبير في الجيش الاسرائيلي امس ان السلطة الفلسطينية تصعد عن قصد وتخطيط، المواجهات مع قوات الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة. لكن المسؤول نفسه قال ان السلطة تفقد سيطرتها على الشارع الفلسطيني. وهدد بان جيش الاحتلال سيرد بالطريقة التي يراها مناسبة لضمان امن المدنيين والجنود الاسرائيليين.

وحذر رئيس الوزراء ووزير الدفاع المنصرف ايهود باراك في بيان من ان «الجيش والاجهزة الامنية الاسرائيلية ستضع يدها على الذين يقفون وراء اطلاق النار انى كانوا ولن يقف في وجهها اي عائق».

وجاء هذا الزعم بالتصعيد في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال اعتداءاتها وقتلها للفلسطنيين وجرفها لاراضيهم وتشديدها للحصار بمناسبة زيارة وزير الخارجية الاميركي كولن باول لاسرائيل واراضي السلطة الفلسطينية غدا.

فقد قتل فلسطيني واصيب اكثر من اربعين آخرين بجروح امس برصاص جنود اسرائيليين خلال مواجهات في الضفة الغربية وقطاع غزة في يوم غضب جديد، تلبية لدعوة لجنة متابعة الانتفاضة التي تقترب من دخول شهرها السادس.

وقتل رائد محمود حسين موسى (21 سنة) اثر اصابته برصاصة حية في الصدر في بلدة الخضر القريبة من بيت لحم. واصيب فلسطيني آخر بجروح خطيرة بعد اصابته برصاصة مطاطية قرب عينه.

ففي مواجهات رام الله، اصيب ما لا يقل عن 25 فلسطينيا. وفي قرية الخضر القريبة من بيت لحم اصيب 4 فلسطينيين بجروح، اصابة اثنين منهم خطرة، بالرصاص في اعقاب صدامات وقعت بين 150 متظاهرا وجنود اسرائيليين. وفي قطاع غزة، اصيب فلسطيني في السادسة عشرة من العمر بجروح خطرة بالرصاص بالقرب من رفح على الحدود المصرية، بحسب مصادر طبية.

وكانت عبوتان ناسفتان قد انفجرتا صباح امس قرب مستوطنتين في قطاع غزة وتعرضت مستوطنتان الى قصف بمدافع الهاون الليلة قبل الماضية على حد زعم المتحدث باسم سلطات الاحتلال. ولم تسفر هذه الهجمات وما اعقبها من تبادل اطلاق النار لفترة قصيرة عن اي اصابات او خسائر بشرية.

لكن القصف المدفعي الاسرائيلي ادى الى احراق وتدمير مدرسة للتدريب المهني ومنزل ملاصق لها تعود ملكيته لعائلة ابو شماس.

وانفجرت القنبلة الاولى على الطريق التي تربط بين معبر المنطار (كارني) الفاصل بين شرق غزة واسرائيل ومستوطنة نتساريم. ووقع الانفجار الثاني بالقرب من بيوت بلاستيكية في مستوطنة موراغ، بينما سقطت قذائف الهاون في مستوطنتي ايلي سيناي ودوغيت.

وازالت القوات الاسرائيلية امس نقطة لقوات الامن الفلسطينية بالقرب من مستوطنة ايلي سايناي. وبرر الجيش الاسرائيلي اجراءه هذا بأن فلسطينيين اطلقوا قذائف مورتر على المستوطنة.

وواصل الجيش الاسرائيلي عمليات التجريف للاراضي الفلسطينية في القطاع. فقام امس بعمليات تجريف واسعة في اراض على الطريق الساحلي المحاذي لمستوطنة نتساريم جنوب مدينة غزة. وقال العميد صائب العاجز قائد الامن الوطني شمال قطاع غزة لوكالة الصحافة الفرنسية ان جرافات الجيش الاسرائيلي جرفت عشرات الدونمات المزروعة من اراضي المواطنين الفلسطينيين على جانبي الطريق الساحلي الذي يربط جنوب القطاع بمدينة غزة، واصفا الوضع الحالي بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بـ«المتوتر».

وافاد شهود عيان ان الجيش الاسرائيلي هدم بيتين للفلاحين خلال عملية التجريف. واعتبر العاجز ان الاجراءات الاسرائيلية المستمرة بما فيها اعمال التجريف والقصف هي اعمال «منظمة ومخططة مسبقا وليس لها اي مبرر».

واشار العاجز الى ان «اليومين الماضيين لم يشهدا اي شيء وكانا هادئين لكن الاسرائيليين يجدون المبررات لما يقومون به من اجراءات». وشدد المسؤول العسكري الفلسطيني على ضرورة «الصمود في وجه الالة العسكرية الاسرائيلية الى حين النصر».

الى ذلك تشدد سلطات الاحتلال الحصار على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية قبل يوم من الزيارة المقررة لوزير الخارجية الاميركي كولن باول لاسرائيل واراضي الحكم الذاتي الفلسطيني في اطار جولة هي الاولى لباول منذ توليه حقيبة الخارجية في ادارة الرئيس جورج بوش في 20 يناير (شباط) الجاري، وتشمل ايضا مصر والاردن وسورية والسعودية.

وأقام الجيش نقطة تفتيش جديدة تقسم فعليا قطاع غزة لشطرين وتفصل الشمال عن الجنوب الذي يدفع المواطنين الى اللجوء الى طرق ترابية التوائية للتنقل بين مراكز اعمالهم واماكن سكنهم. وقال مراسل لوكالة رويترز ان نقطة التفتيش التي أقيمت داخل منطقة خاضعة للحكم الفلسطيني على مسافة 150 مترا من حدودها تسببت في تراكم صف طويل من السيارات الفلسطينية. وأقيمت النقطة التي تعززها دبابتان وسيارتا جيب قرب مستوطنة نتساريم اليهودية.

ومن المتوقع أن يطلب باول في أولى زياراته للمنطقة تخفيف الحصار الاسرائيلي لتجنب الانهيار التام للاقتصاد الفلسطيني الذي فقد مليارات الدولارات نتيجة الاغلاق.