حمدون في باريس: العراق متشائم من نتائج محادثات نيويورك وخبر الاتصالات السرية سربته لندن للتمويه

TT

استبعد نزار حمدون، وكيل وزارة الخارجية العراقية، أن تؤدي المحادثات التي سيجريها يوم الاثنين المقبل وزير الخارجية محمد سعيد الصحاف في نيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إلى «اختراق ما». ولم يستبعد حمدون أن تصعّد الولايات المتحدة وبريطانيا من العمليات العسكرية ضد العراق.

وأعلن حمدون أن بلاده ترفض القرار الدولي 1284 «مهما تكن التوضيحات»، التي يمكن أن تدخل عليه لأنه يدخل العراق في «دوامة». ونفى المسؤول العراقي أن يكون خبراء صينيون بصدد بناء شبكة اتصالات عسكرية متطورة في العراق.

وجاءت تصريحات حمدون أمس، في إطار ندوة دعاه إليها نادي الصحافة العربية في باريس.

وفي ما يخص محادثات نيويورك، عزا حمدون التشاؤم العراقي إلى أن أنان، لن يُمنح، بسبب الضغوط البريطانية والأميركية «التفويض والصلاحيات المطلوبة للوصول إلى حل ما». ورغم إعلان حمدون أن نيات أنان «قد تكون مخلصة»، إلاّ أنه استبعد تماماً قبول العراق تنفيذ القرار 1284. وقال إن بغداد ترفض القرار المذكور «الذي لا ترى فيه أية فائدة»، مضيفاً أن العراق يعتبر «استمرار الوضع القائم (حالياً) على علاته أفضل بكثير من الدخول في تعقيدات القرار 1284، سواء تم التوصل إلى تعليق العقوبات (المفروضة على العراق) أو لم يتم ذلك». وفي تقدير القيادة العراقية، أن منطق القرار 1284 هو تعليق العقوبات، في حين أن هدف العراق هو رفعها بموجب المادة 22 من القرار 687.

وعندما سألته «الشرق الأوسط» عن «التوضيحات» التي يريد الفرنسيون إدخالها إلى القرار 1284 لتسهيل قبوله من قبل العراق، أجاب حمدون: «نحن نرفض أية توضيحات تسلمناها حتى الآن ونعتقد أنها غير كافية للتعامل مع هذا القرار».

وكانت فرنسا قد كررت على مسامع المسؤول العراقي بأن الطريق المتاح أمام العراق هو التعاون مع الأمم المتحدة، وأن تطبيق القرار 1284 «مفيد للعراق». وأضاف: «نحن ننظر إلى مصلحتنا وعندما نجد أنها لا تتحقق عبر هذا القرار، فإن من واجبنا أن نرفضه».

وتناول حمدون سياسة الإدارة الأميركية الجديدة تجاه العراق، مؤكداً أن بغداد «لا ترى فرقاً بين سياسة (الرئيس الأميركي السابق بيل) كلينتون والسياسة التي يتبعها الآن (الرئيس) جورج بوش». ورغم توقعه استمرار السياسة الأميركية العدائية ضد العراق، فإن حمدون استبعد أن تنجح واشنطن في «إعادة تشكيل التحالف الدولي» الذي شكل عام 1991، وبالتالي فإن واشنطن لن تنجح في تعبئة مماثلة سياسية وعسكرية ضد العراق.

ونفى حمدون أن يكون لدى العراق «أسرى كويتيون أو غير كويتيين»، مؤكداً ألا مصلحة للعراق بالاحتفاظ بمثل هؤلاء الأسرى، ومذكراً بالتزام بغداد تجاه الصليب الأحمر الدولي والمجتمع الدولي بالإبلاغ عن أية معلومات تتناول «المفقودين». وذكر حمدون إنه إلى جانب الـ600 كويتي، هناك حوالي ألف عراقي مفقود.

وفي ما يخص تأكيد الولايات المتحدة أن ثمة خبراء صينيين يساعدون العراق على بناء شبكة اتصالات عسكرية من الألياف البصرية، رد حمدون بأن الكلام الأميركي «حجة للتغطية على طبيعة الأعمال العسكرية» التي قامت بها طائرات أميركية وبريطانية الأسبوع الماضي، نافياً وجود خبراء صينيين «في هذا الجانب العسكري».

من جهة أخرى، تناول حمدون ما نشرته «الشرق الأوسط» في عددها أمس عن محاولات حوار عراقية ـ بريطانية، وعن أن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير هو الذي أجهضها، فقال: «إذا كان هناك من حوار مطلوب بين العراق وبريطانيا، فإن بريطانيا هي الطرف الذي يريد الحوار». واستطرد حمدون قائلاً: «هذا الخبر مسرّب بهدف تحويل الأنظار عن العملية (العسكرية) الأخيرة التي كانت بريطانيا طرفاً رئيسياً فيها، إذ أن من يريد الحوار لا يقوم بعمل عسكري من هذا النوع. ثمة تعارض بين التوجه نحو الحوار وبين استخدام الأسلوب العسكري في التعامل».

وفي ما يتعلق بالتقارير التي تؤكد أن العراق يهرب إلى سورية يومياً حوالي 150 ألف برميل نفط. قال حمدون بأنه ليس لديه «علم بمسألة الأنبوب العراقي إلى سورية سوى أنه أصبح جاهزاً للتشغيل من الناحية الفنية».