الاستخبارات العسكرية البلغارية تحبط محاولة لتهريب صواريخ روسية إلى بن لادن

TT

احبطت الاستخبارات العسكرية البلغارية (في كي آر) محاولة لتهريب صواريخ روسية من نوع «ايغلا» الى اسامة بن لادن عن طريق باكستان.

وذكرت مصادر رفيعة المستوى في صوفيا لـ«الشرق الأوسط» ان رئيس هيئة الاقتصاد العسكري بوزارة الدفاع البلغارية العقيد خريستو ستانيميروف متورط بشكل مباشر في هذه العملية، اذ انه قام باعداد وثيقتين مزورتين، احداهما تمثل صفقة وهمية لاستيراد هذه الصواريخ على اساس انها تلبي احتياجات القوات المسلحة البلغارية، والثانية شهادة مزورة للمتسلم النهائي. واكدت ان انكشاف الفضيحة اثار ضجة كبيرة في اوساط الحكومة التي اعتبرتها الاخطر لكونها تمس سمعة البلاد وعلاقاتها بالولايات المتحدة، مما دفع رئيس الدولة بصفته القائد العام للقوات المسلحة الى توقيع امر في 17 يناير (كانون الثاني) الماضي بطرد العقيد ستانيميروف من الجيش واحالته الى هيئة تحقيقية.

ووفقا للمصادر نفسها فان وزير الدفاع البلغاري بويكو نويف تلقى شخصيا مذكرة مستعجلة من وزارة الدفاع الروسية تتضمن استفسارات واستيضاحات عن مدى احتياجات القوات المسلحة البلغارية لهذا النوع من الصواريخ، وتعبر عن شكوك موسكو بان هذه الصواريخ سيتم بيعها الى مجموعات ترتبط باسامة بن لادن.

وكشفت المصادر عن ان الإعداد لهذه الصفقة كان يجري منذ عام 1999 وان وزارة الدفاع البلغارية كانت تنوي فعلا شراء هذا النوع من الصواريخ من الشركة الروسية «روس فوأوريجينية» ولكنها عادت وتخلت عنها في وقت سابق لاسباب غير معروفة، وهو ما دفع على ما يبدو العقيد ستانيميروف والعناصر الاخرى المرتبطة به الى استخدام وثائق هذه الصفقة لاغراض اخرى وبيع الصواريخ الى جهة اجنبية.

وتتحدث مصادر وزارة الدفاع عن ان الوزير نويف اصيب بالدهشة عندما تلقى مذكرة نظيره الروسي وطلب على الفور تزويده بملف الصفقة كاملا لتتسنى للدوائر الاستخباراتية التحري عن ملابساتها والكشف عن الاطراف الرسمية المتورطة فيها. وقالت ان الملحق العسكري الروسي في صوفيا الملازم أول لوماكين قام شخصيا بتسليم الوثائق الى وزارة الدفاع البلغارية.

و«ايغلا» هي صواريخ ارض ـ جو، وتعتبر من اكثر الاسلحة المماثلة فعالية في مواجهة طائرات الهليكوبتر العسكرية. وبحسب الخبراء فان قيمة الصاروخ الواحد مع منظومة الاطلاق تبلغ 5500 دولار.

وتشير المعلومات التي تسربت عن لجنة التحقيق التي شكلها وزير الدفاع البلغاري للتحري عن ملابسات وخلفيات الصفقة والكشف عن المسؤولين المتورطين فيها الى ان العقيد المطرود اصدر شهادة المواصفات الخاصة بالصفقة لحساب شركة بلغارية اهلية تدعى «بول انترناشونال» مرفقا بها وثيقة المستهلك النهائي. ولم تتضح حتى الآن تفاصيل عن النتائج التي اسفرت عنها التحقيقات، الا ان مصادر برلمانية بلغارية ابلغت «الشرق الأوسط» عن استدعاء نائب وزير الدفاع السابق بلامن رادونوف الذي كان يشرف على صفقات التسليح للتحقيق معه بشأن الصفقة.

وفي الوقت الذي تؤكد فيه المصادر المطلعة على ان هذه الصواريخ كانت ستنقل الى باكستان ومن هناك عبر قنوات سرية مجهولة الى المجموعات المرتبطة بابن لادن في افغانستان، ذكرت مصادر اخرى انها لا تستبعد ان تكون هذه الصواريخ كانت ستذهب الى التشكيلات الالبانية الانفصالية التي تنفذ عمليات مسلحة في جنوب صربيا.

ويشير خبراء في صفقات السلاح الى ان الكثير من الصفقات التي تبرم باسم بلغاريا مع شركات التصنيع الروسية، لا تدخل على الاطلاق الى الاراضي البلغارية، اذ يعاد تصديرها الى اطراف اخرى عن طريق الوثائق فقط.