اليمن: الشعبي يتهم اليمين واليسار المتطرف بالتحالف ضده

TT

في أول اتهام من نوعه قال الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام في اليمن انه يواجه تحالفا سياسيا يجمع بين اليمين واليسار المتطرف لأول مرة في تاريخ البلاد. واضاف ان هذه القوى المؤلفة من حزب الاصلاح والحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الناصري قد استغلت الاجواء الديمقراطية لتعكير العملية الانتخابية ومحاولة استغلال الاشكالات الفنية التي وقعت في التشابه المحدود لبعض الرموز الانتخابية، مشيرا الى ان هذا الأمر حدث بفعل التنافس الكبير بين المرشحين.

وقال في بيان تلقته «الشرق الأوسط» مساء امس ان جرائم قامت بها عناصر اصلاحية واشتراكية ضد اللجان الانتخابية في عدد من المحافظات كأمانة العاصمة ومحافظات إب وصنعاء وذمار والمحويث تعبر عن سابقة خطيرة تكشف عن ازمة المعارضة التي ما تزال عاجزة عن ممارسة الديمقراطية وعدم قدرتها على تقديم برنامج يحوز ثقة الناخبين.

وارتفع عدد القتلى والجرحى بين جنود الأمن اليمنيين في الدائرة الانتخابية 242 الى 5 قتلى و9 أصيبوا بجراح، بعد ان أعلن حزب المؤتمر الشعبي العام الحزب الحاكم في اليمن عن مصرع جنديين وجرح 5 آخرين في الساعات الأولى من صباح امس. وأسند بيان صدر عن المؤتمر الشعبي المسؤولية عن ارتكاب هذه الأفعال ضد الجنود في منطقة الحيمة الخارجية الى عناصر من حزب الاصلاح وصفها بالعناصر الارهابية والمتطرفة. وحمل نفس البيان التبعة في تنفيذ هذه الأعمال قيادة وكوادر حزب الاصلاح اكبر الأحزاب المعارضة في مجلس النواب. وعزا الحزب الحاكم لجوء العناصر الاصلاحية الى هذه الأعمال التي نعتها بالارهابية الى الاحساس بالفشل الذريع من قبل الاصلاح في الحصول على النتائج الانتخابية التي كان يتطلع اليها هذا الحزب المعارض في الانتخابات المحلية التي أجريت في اليمن يوم االثلاثاء الماضي.

وكانت المصادر الرسمية في حزب المؤتمر الشعبي العام قد ذكرت في بيان سابق ان عناصر من حزب الاصلاح اقدمت بعد ظهر يوم الخميس الفائت على مهاجمة المركز الانتخابي «هـ» من الدائرة الانتخابية 242 في جبل عانز في مديرية الحيمة الخارجية بمحافظة صنعاء. وان هذا الهجوم قد تسبب في قتل 3 من أفراد الأمن المكلفين بحراسة هذا المركز الانتخابي واصابة 5 آخرين، فيما كان حزب الاصلاح قد اتهم عناصر من حزب المؤتمر الشعبي العام في منطقة القفر في محافظة اب بقتل قيادي اصلاحي في دائرة هذه المنطقة بعد ان أعلن عن فوزه في الانتخابات المحلية. وان القتيل كان قد فشل في الانتخابات النيابية عام 1996 عن حزب الاصلاح في تلك الانتخابات.

وأفرزت هذه الأحداث الدامية عوامل جديدة في التنافس الحاد بين حزبي المؤتمر الشعبي العام والاصلاح وهو ما صعد من درجة التنافس حيث استنفرت الأجهزة والقوات الأمنية لمواجهة أي اعمال تقوم بها عناصر التجمع اليمني للاصلاح بعد ان اتهمت من قبل الأجهزة الحكومية والحزبية في المؤتمر الشعبي العام بأنها قد اتخذت من أعضاء المؤتمر الشعبي العام وأفراد الجيش والأمن اهدافاً معادية لهذه العناصر.

لكن حزب الاصلاح قال ان ما يطلق عليه لوبي الفتنة في المؤتمر الشعبي العام يستخدم امكانات الدولة لتزوير الانتخابات في الدوائر والمراكز التي يتبين فشله فيها وانه يستخدم العنف والقوة لارهاب المواطنين.

وأشار الى ان ما حدث في المركز «هـ» في الحيمة الخارجية يأتي في هذا السياق. وان احد المتنفذين من المؤتمر الشعبي في هذه المنطقة استدعى 16 طاقماً عسكرياً بعد ان كانت عملية الفرز لأصوات الناخبين قد انتهت وان هذه القوات ليست من اللجان الانتخابية وان استقدامها هو بغرض نقل الصناديق الى العاصمة صنعاء وهو الأمر الذي أدى الى الاشتباك وسقط من جرائه جنديان ومواطنان.

وأكد الاصلاح تمسكه بالخيار الديمقراطي واحترام ارادة الناخبين لكنه اتهم الحزب الحاكم بتحويل الانتخابات الى معركة عسكرية وان الاعلام الحزبي يوحي ان البلاد في حالة حرب وليست في حالة انتخابات. وفي بلاغ من حزب الاصلاح تضمن ان المؤتمر الشعبي العام يحشد ميليشيات مسلحة وتعزيزات امنية مع مندوبي مرشحي المؤتمر للضغط على لجان الفرز في المراكز الانتخابية في عدد من المحافظات كالدائرة الـ87 المركز «هـ» في مديرية الظهار في محافظة اب وفي المركز «هـ» في منطقة جبلة في نفس المحافظة وفي الدائرة 114 في مديرية يريم. وأشار الى ان توتراً يسود الأجواء في منطقة خولان وبني حشيش بمحافظة صنعاء، بالاضافة الى مواقف قال الاصلاح عنها انها قابلة للتفجير في أية لحظة في مديرية السلفية وفي عدد من الدوائر الانتخابية في محافظة حضرموت، ومن ذلك ما يحدث في مديريتي الريرة وقصيص من توقيف لعملية الفرز حيث ان العديد من مرشحي الاصلاح اشرفوا على الفوز في عدد من المراكز الانتخابية.

وفي سياق تداعيات الانتخابات ذكرت مصادر مطلعة ان امرأة قتلت في شرعب السلام التابعة لمحافظة تعز وان الحادث أودى بحياتها بسبب خلافات انتخابية. كما قتل مواطن في مديرية الحد في الدائرة 206. لكن المصادر قالت ان واقعة القتل نجمت عن خلاف انتخابي.

ومن جانبه ذكر الحزب الاشتراكي اليمني ان مسؤولاً كبيراً في مديرية الحد في محافظة لحج اقتحم بقوة السلاح اللجنة الأصلية وسحب الصناديق الانتخابية وان الهدف حسب ما قال الاشتراكي هو تغيير النتيجة المعلنة بنجاح مرشحه في هذه الانتخابات. وقال ان توجيها من قيادي كبير في الحزب الحاكم في محافظة أبين امر بايقاف الاعلان عن نتيجة الفرز لأصوات الناخبين في مديرية لودر وهو ما يعد مخالفة لتعليمات اللجنة العليا للانتخابات. وأهاب الاشتراكي في تصريح رسمي صدر عنه امس بكل القوى السياسية الى فضح ما جاء في بيانه من تهم ضد بعض العناصر في المؤتمر الشعبي العام لمحافظتي لحج وأبين.