دمشق ـ رويترز: قال عارف دليلة الناطق باسم ما يسمى لجان إحياء المجتمع المدني في سورية لـ«رويترز» ان اللجان تبحث عن وسائل اخرى عوضا عن المنتديات التي استخدمت للدعوة الى مزيد من حقوق الانسان والديمقراطية في البلاد واوقفتها السلطات.
وقال دليلة «ان المنتديات التي عقدت في منازل الاعضاء كانت مرحلة انتقالية لأنه لا يمكن الحديث عن موضوع عام الى عدد محدود من الناس، ونحن نبحث عن وسائل اخرى مثل المراكز الثقافية والصحافة لنقل افكارنا». وتفادى النائب البرلماني رياض سيف، وهو منتقد بارز للحكومة استضاف احد الاجتماعات الاسبوعية في منزله، قرار وقف الاجتماع عندما اطلق على اللقاء في منزله «مضافة شعبية» وليس منتدى.
وقال سيف لـ«رويترز» في وقت سابق انه بصفته عضوا في البرلمان فان بوسعه استقبال اشخاص في منزله للاستماع الى آرائهم ومشاكلهم.
وعقدت المنتديات في اطار الاصلاحات السياسية التي تبناها الرئيس السوري بشار الاسد الذي تولى السلطة في يوليو (تموز) الماضي خلفا لوالده الراحل حافظ الاسد.
ودعا بشار الاسد الى اصلاحات سياسية واقتصادية وادارية واسعة وأصدر بالفعل عدة قوانين ولوائح لاصلاح الاقتصاد والادارة.
كما اطلق سراح 600 من المعتقلين السياسيين الذين ينتمون الى عدة جماعات محظورة.
وشهدت المنتديات دعوات غير مسبوقة تطالب بمزيد من الحريات السياسية والانتخابات الحرة والغاء قانون الطوارئ المعمول به منذ اربعة عقود وانهاء سيطرة حزب البعث على السلطة.
الا ان السلطات ابلغت منظمي هذه اللقاءات الاسبوع الماضي بأنه يتعين عليها الحصول على تصريح لعقد اي لقاء قبل 15 يوما على الاقل من عقده، اضافة الى ضرورة ابلاغ السلطات بتفاصيل ما سيتم مناقشته واسماء الذين سيحضرون.
ووصف منظمو اللقاءات هذه المطالب الرسمية التي تعني فعليا وقف هذه الانشطة بأنها انتكاسة لعملية الاصلاح السياسي.
وقال دليلة ان اعضاء لجان احياء المجتمع المدني سيستخدمون الندوة الاقتصادية التي تقام كل ثلاثاء باشراف اللجنة العلمية السورية منذ 12 عاما لالقاء المحاضرات واجراء المناقشات حول المشكلات اليومية للسكان عوضا عن المنتديات.
وسلم دليلة بأن احد مؤسسي اللجان وهو ميشيل كيلو استقال احتجاجا على الحملة المضادة للجان بقيادة حزب البعث، لكنه اضاف ان ذلك لن يؤثر على مستقبل انشطة اللجان.
واضاف دليلة «أعتقد ان انسحاب الدكتور كيلو لا يمكن اعتباره استقالة لأن لجنتنا ليست جهة رسمية ولاننا جميعنا ما زلنا نعمل في المرحلة التمهيدية».
وأصدر كيلو بيانا قال فيه انه استقال من اجل انشاء لجنة جديدة للدفاع عن حق الناس في الحرية والعدالة والمجتمع الديمقراطي.
وقال كيلو ان المسؤولين وصفوا المثقفين زورا وبهتانا بأنهم عملاء للصهيونية، في حين ان هؤلاء الناس معروفون بتمسكهم بأمتهم وشعبهم. وتزامن وقف المنتديات مع حملة مضادة قادها مسؤولون على مستوى رفيع في الحكومة والحزب الحاكم.
وقام هؤلاء المسؤولون بجولات في انحاء البلاد للقاء السكان واعضاء الحزب وابلاغهم بأن منظمي المنتديات لا يسعون الى مصلحة البلاد بل الى تحقيق مكاسب شخصية.