شارون أعد خطة يعرضها على باول اليوم لتخفيف الحصار والعودة إلى المفاوضات.. بعد وقف الانتفاضة

TT

اعلن المقربون من رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب ، ارييل شارون، انه خلال لقائه مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول سيبلغه انه لن يرفع الحصار المفروض على المناطق والبلدات الفلسطينية بشكل كامل ولن يستأنف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين طالما انهم يواصلون اطلاق الرصاص على الجنود والمستوطنين اليهود.

وأكد هؤلاء ان الطاقم السياسي ـ الامني لدى شارون يعد حاليا خطة شاملة لتخفيف الحصار، ولكن ليس لازالته، وان الهدف من هذه الخطة هو التجاوب مع طلب الادارة الاميركية وابداء حسن النية تجاه المستقبل «وفي الوقت نفسه اظهار موقف حازم من العنف الفلسطيني». وتشتمل الخطة على اجراء تخفيف تدريجي، مرتبط ارتباطا كليا برد الفعل الفلسطيني، «فكل خطوة تخفيف نقوم بها، يجب ان يقابلها تخفيف في العنف الفلسطيني. فاذا كان رد الفعل ايجابيا، نتقدم للخطوة التالية. وان كان سلبيا، نتراجع الى الخطوة السابقة، وهكذا..».

وجاءت هذه الخطة، بعد ان حرص مساعدو الوزير الاميركي الذين سبقوه الى اسرائيل، على الطلب من رئيسي الحكومة الاسرائيلية المنتخب (شارون) والمنصرف (ايهود باراك) اتخاذ عدة اجراءات ذات طابع توفيقي تجاه الفلسطينيين ومنها:

* تخفيف الحصار الامني على الاراضي الفلسطينية وازالة الحصار الاقتصادي.

* تحويل مبلغ 54 مليون دولار تستحقها السلطة الفلسطينية من اموال الجمارك التي تجبيها اسرائيل عن الواردات الفلسطينية، التي تشكل مصدر دخل اساسيا للسلطة، وحجبها عنها يخلق ازمات ويعرقل ويؤخر دفع المرتبات للموظفين الحكوميين ورجال الشرطة وأجهزة الامن.

* المبادرة الى خلق اجواء مناسبة لاستئناف المفاوضات، على ان تكون تلك مفاوضات ثنائية مباشرة، تجري في المنطقة وليس في الولايات المتحدة، وتساعد الادارة الاميركية على دفعها الى الامام ولكن من دون التدخل المباشر فيها.

واهتم الاميركيون بان يبلغوا اسرائيل ان باول سيشدد الضغط على الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، من اجل ان يعمل بجدية ونجاعة اكبر لتخفيف العنف والمواجهات في سبيل خلق اجواء مناسبة للحكومة الاسرائيلية الجديدة المقبلة برئاسة شارون حتى تقرر استئناف المفاوضات.

والفلسطينيون من جهتهم يعدون مذكرة سيطرحونها امام باول، يوضحون فيها ان الاحتلال الاسرائيلي يقوم بممارسات قمعية هي بمثابة جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني، تستخدم فيها الاسلحة والذخيرة والخبرات العسكرية الاميركية. وسيطالبون بازالة الحصار تماما وبوقف سياسة الاغتيالات الاسرائيلية ذات طابع «ارهاب الدولة». وسيقدمون له نماذج من القمع الاسرائيلي خلال الاشهر الخمسة الاخيرة، تدل على ان الاحتلال هو المبادر الى العنف، وان عنفه لا يمكن ان يقارن بعمليات اطلاق الرصاص او العمليات العسكرية الفردية التي يقوم بها يائسون فلسطينيون.

يذكر ان باول يبدأ زيارته الى الشرق الاوسط، بعد ظهر اليوم السبت، وهي زيارته الاولى منذ تعيينه وزيرا للخارجية. وحسب مصادر اميركية واسرائيلية متقاطعة، فان الموضوع المركزي الذي يتصدر اولوياته واهتماماته سيكون موضوع العراق ومجابهة انهيار الحظر الدولي عليه و«خطر عودته الى صناعة اسلحة غير تقليدية» و«الاخطار التي يهدد بها دول المنطقة».

وسيبدأ باول جولته اليوم، في مصر، حيث سيلتقي الرئيس حسني مبارك. ثم يطير الى اسرائيل ليقضي ليلته فيها، وحال وصوله سيجري لقاء مجاملة مع رئيس الدولة، موشيه قصاب. ويلتقي غدا بكل من شارون وباراك. ثم يطير الى غزة (وحسب مصادر اخرى سيطير الى رام الله)، حيث يلتقي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. ومن هناك يتوجه الى بقية الدول العربية المجاورة في زيارات تستغرق بضع ساعات في كل منها.

الى ذلك اعلن مدير عام مصلحة المياه «ميكوروت» الاسرائيلية، انه سيضطر الى تخفيف كميات المياه التي يزود بها المدن الفلسطينية الكبرى نابلس وجنين والخليل، بدعوى ان منسوب المياه الجوفية انخفض وان الآبار قد جفت. وحاول الاقناع بان هذا الاجراء مهني تماما «خوفا من ان نزودهم بمياه مالحة»، وانه لا يوجد في الموضوع اي اعتبارات سياسية البتة.