بوابات للكشف عن المتفجرات في المطارات الأميركية

TT

كريس وديارد* يتمكن زوار المختبر الفيدرالي هنا من عبور عتبة بوابة تقود نحو مستقبل آمن، ان لم تطلق صفارات الانذار التي تحذر من وجود متفجرات! وتعرض هذه البوابة الكاشفة للمتفجرات، وهي واحدة من اربعة نماذج من التصاميم، في المركز التكنيكي لهيئة الطيران الفيدرالي في مطار اتلانتك سيتي. وهي تقدم فكرة جيدة حول ما ستكون عليه حالة الامن في مطارات المستقبل. بعد سنوات من اعمال التطوير وصلت هذه النظم الامنية اخيرا الى مرحلة الانتاج. ويقول الخبراء انها ستصبح، خلال سنوات، واسعة الاستخدام مثل اجهزة الكشف عن المعادن التي لا تزال تستخدم في المطارات منذ عام 1973. وقد مولت هيئة الطيران الفيدرالية عمليات تطوير النظم الجديدة للكشف عن مختطفي الطائرات او الارهابيين المحتملين الذين يحاولون التسلل نحو الطائرات بمتفجرات يحملونها على اجسادهم. وهكذا سوف يجد ركاب الطائرات انفسهم قريبا امام حاجزين امنيين; جهاز الكشف عن المعادن، ثم بوابة الكشف عن المتفجرات.

ويشابه كاشف المتفجرات كاشف المعادن، الا انه يصمم على شكل بوابة اكبر، تزرع فيها مختلف اجهزة الرصد الالكترونية، مثل جهاز الكتروني لاصدار الاوامر والارشادات، وكاميرا رقمية لالتقاط صور الركاب وحجرات جانبية مكملة. وتتشابه تصاميم بوابات الكشف عن المتفجرات في عملها، حيث توجه جميعها الراكب، اما باوامر صوتية، او مرئية تظهر على لوحة الكترونية، للدخول الى موقع البوابة. وفي ثلاثة من التصاميم المطورة يطلب من الراكب الاستدارة جانبا، لكي تلتقط الكاميرا الرقمية صورته. ثم يجد الراكب نفسه وكأنه قد «غلّف» بدفقة من الهواء. ويشعر حينذاك وكأنه قد دخل في موقع لغسل السيارات ولكن بلا ماء او صابون. وما ان يخرج من البوابة، حتى تظهر فورا مختلف المعلومات عنه، على شاشة الكترونية امام مراقبي الامن. وتعمل البوابة، خلافا لآلة الكشف عن المعادن، بصمت. ولا يحتاج الكشف عن كل راكب سوى 6 ثوان، يشاهد بعدها مراقب الامن لونا اخضر يظهر على الشاشة، ان لم ترصد اي مواد كيميائية، او لونا احمر ان عثر على مواد مشبوهة. ويقول خبراء شركة «ثيرمو ديتكشن» التي طورت احد النماذج ان استطلاعا لـ2000 راكب اظهر ان 1 في المائة منهم فقط وجدوا البوابة «غير ملائمة».

وتجدر الاشارة الى شيوع استخدام الاجهزة المحمولة للكشف عن المتفجرات، والتي تستعمل لرصد آثار المواد الكيميائية لدى مسح الكومبيوترات النقالة والحقائب اليدوية. لكن هذه الاجهزة تتطلب «تنظيف» عينة من ملابس الشخص، اي سحب الدقائق العالقة فيها. لكن بعض تصاميم بوابات الكشف عن المتفجرات مثل تصميم شركة «تشامبرلن» لا يتطلب المساس بملابس الركاب. وتتواصل الاختبارات على التصاميم الاربعة حاليا، ويخطط الخبراء لاستمرارها داخل المختبر الفيدرالي في ايداهو، الذي يطور فيه الباحثون انواع القنابل. وتحاول شركتان طرح بوابتيهما بأسرع ما يمكن، اذ تقول شركة «بارينغر انسترومنتس» في وارين، انها ستطرح 10 بوابات هذا الربيع، بينما اعلنت شركة «آيون تراك انسترومنتس» في ولنغتون، ماساتشوسيتس، ان بوابتها «انتري سكان» ستطرح في 22 مارس (آذار) المقبل.

*خدمة «يو اس ايه توداي» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»