بغداد تنقل إلى القاهرة موقفها عشية وصول باول

مندوب العراق لدى الجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط»: بغداد لم تهدد السعودية والكويت

TT

قبل ساعات من أول جولة لوزير الخارجية الاميركي كولين باول لعدد من دول منطقة الشرق الأوسط التي سيستهلها بزيارة القاهرة اليوم لمدة ساعات أبلغ العراق مصر بوجهة نظره حيال المواجهة الراهنة مع الادارة الاميركية في ضوء الضربة العسكرية التي وجهتها الطائرات الاميركية والبريطانية لعدد من المواقع قرب العاصمة بغداد حديثا.

والتقى الدكتور محسن خليل مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية بالدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المصري منذ يومين لاطلاعه على وجهة نظر الحكومة العراقية حيال التطورات المتعلقة بالأزمة العراقية ورفضها القبول بما يسمى بمناطق الحظر الجوي التي فرضتها الولايات المتحدة وبريطانيا في العراق.

وقالت مصادر عراقية إن مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية قد نقل لرئيس مجلس الشعب المصري تقدير العراق وشكره للمواقف المتضامنة معه في ادانة العدوان.

وقالت مصادر عربية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن تباين وجهات النظر بين القاهرة وواشنطن حيال الأزمة العراقية وحتى قبيل المحادثات التي سيجريها باول في القاهرة مع كبار المسؤولين المصريين تؤكد ان محاولته لاقناع مصر بالانضمام الى السياسة الاميركية ضد العراق لن تكلل بالنجاح.

واعتبرت نفس المصادر ان القاهرة سترفض أية ضغوط اميركية عليها للتخفيف من النمو المطرد في علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع العراق أو الحد من دبلوماسية التطبيع الشعبية التي يقودها مثقفون وفنانون واعلاميون مصريون مع العراق.

وقال مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» انه لا يمكن القبول بالمنطق الاميركي ضد العراق على علاته ودون مناقشته بشكل موضوعي، معتبرا ان العلاقات بين القاهرة وبغداد لا صلة لها بالمواجهة الراهنة بين العراق والولايات المتحدة الاميركية.

وأكد ان العلاقات المصرية ـ العراقية تندرج في اطار اتفاق «النفط مقابل الغذاء» الموقع بين العراق والامم المتحدة ومن ثم فهي تحمل طابع الشرعية الدولية.

إلى ذلك، نفى مندوب العراق لدى الجامعة العربية في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن تكون بغداد قد هددت بالرد عسكرياً على السعودية والكويت في حال تكرار الهجوم الأميركي على العراق وقال ان بلاده لم تهدد أحداً وأن الادارة الأميركية ادعت ذلك لاستخدامه في تبرير عدوانها على العراق.

وحول ما اذا كان التصعيد الأميركي سيؤثر بالسلب في الحوار بين العراق والأمم المتحدة قال الدبلوماسي العراقي ان أجواء التهديد والحرب والعدوان لا تساعد على الحوار ولكن بغداد راغبة في التوصل لمعالجة كل ما هو عالق بين العراق والأمم المتحدة بالحوار أما أن تستخدم القوة الأميركية عشية هذا الحوار فهو يؤكد رفض واشنطن للحوار ومن الأجدى لها كدولة كبرى أن تؤمن بمبدأ الحوار ولا تلجأ لاستخدام القوة لأنها ليس في حاجة اليها كي تثبت أنها قوة عظمى. ومن الأفضل أن تتبنى الحوار والحل السياسي.

وبخصوص ما يتردد بأن هدف العراق من الاتفاقيات الاقتصادية مع عدد من الدول العربية هو بناء محور أو تجمع جديد.

وقال إن اتفاقيات منطقة التجارة الحرة التي وقعت بين العراق ومصر وسورية والأردن في الطريق هي مقدمة لبناء حالة من التكامل الاقتصادي العربي بين جميع الدول. وأن هذه الاتفاقيات ليس بها أي صيغة محورية لأنها تدعو لانضمام كل الدول العربية حتى لو كانت الكويت أو السعودية فنحن على استعداد لعمل اتفاقية تجارة حرة معهما.