رئيس الأركان اليوغوسلافي سرب معلومات عن الرادارات العراقية للأميركيين مقابل عدم محاكمته في لاهاي

TT

ذكرت مصادر قريبة من قيادة الجيش اليوغوسلافي ان رئاسة الأركان وكبار ضباط الجيش، وحتى قادة الوحدات الميدانية اختلفوا في تحديد موقفهم من المعلومات التي تسربت وافادت بأن القيادة اليوغوسلافية الحالية قدمت لواشنطن ولندن معلومات عن مواقع الرادارات العراقية التي قصفتها الطائرات الأميركية والبريطانية في الأسبوع الماضي.

وقالت المصادر ان أصابع الاتهام وجهت للجنرال نيبوشا بافكوفيتش رئيس أركان الجيش اليوغوسلافي الذي كان يعتبر الساعد الأيمن للرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش، فهو الذي وقع الاتفاقات العسكرية بين بلغراد وبغداد، وقام بموجبها خبراء يوغوسلاف باعادة بناء قواعد الدفاع الجوي العراقي، ونصب الرادارات المتطورة التي وصلت من روسيا والصين وروسيا البيضاء. ويقال انها كانت مخصصة للجيش اليوغوسلافي وتم منحها لبغداد.

وقال عدد من القادة العسكريين انه وافق على تقديم هذه المعلومات للأميركيين مقابل بقائه في منصبه كرئيس للأركان، وتعهد اميركي ـ بريطاني بتوقف محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي عن المطالبة في الوقت الحالي بمحاكمته كمجرم حرب، بسبب المذابح التي نفذتها قواته بأوامر منه في كوسوفو عام 1999 عندما كان مسؤولاً عن جميع العمليات العسكرية في الاقليم.

وقال عدد من قادة الجيش اليوغوسلافي ان هذا التعاون مرفوض، بسبب قصف حلف الأطلسي لمواقع الجيش اليوغوسلافي ربيع عام 1999، بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا بينما ترى القيادة السياسية اليوغوسلافية في هذا التعاون مكسباً لها في جنوب صربيا وكوسوفو، وقد ظهرت نتائج هذا التعاون مباشرة حيث تم الاتفاق على تشكيل دوريات مشتركة من جنود بريطانيين من القوات الدولية في كوسوفو (كي فور) ومن جنود صرب لمراقبة المنطقة الأمنية في جنوب صربيا.

ويقول المراقبون ان هذا التعاون بمثابة الخطوة الأولى لالغاء هذه المنطقة، ودخول الجيش اليوغوسلافي لها وهو ما تطالب به بلغراد منذ فترة طويلة، وبعدها سترحل الشرطة الصربية الخاصة ووحدات من الجيش اليوغوسلافي الى شمال كوسوفو، في كوسوفسكا ميتروفتسا التي يقطنها الصرب.

وطلبت قيادة حلف الأطلسي من بلغراد تبديل قوات فرقة بريشتينا الموجودة في وادي بريشيفو بسبب جرائمها في كوسوفو، ولأن اسمها يثير الغضب لدى الألبان.