بوش معلقا على فضيحة التجسس: «هناك بشر لا تهمهم مكانة أميركا وما تمثله»

TT

أعرب الرئيس الأميركي جورج بوش عن تأييده لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي لويس فراي في اعقاب موجة من الاستنكار لكون احد كبار مسؤولي مكتب التحقيقات الفيدرالي ظل يتجسس لصالح الروس لأكثر من 15 عاماً من دون ان يشتبه في نشاطاته أحد.

«انني أثق بالمدير فري. اعتقد انه يؤدي وظيفته بصورة جيدة. وأنا أثق ايضاً في الرجال والنساء ممن يعملون بمكتب التحقيقات» قال بوش هذه العبارات للصحافيين أمام البيت الأبيض، ولكنه أضاف انه ما زال يشعر «بقلق عميق» بسبب فضيحة الجاسوسية المتعلقة بعميل الوكالة السجين حالياً روبرت هانسن، ويسعيان لتحسين اجراءات محاربة الارهاب وسد الثغرات الأمنية.

وأضاف بوش «يقلقني ان هناك نوعاً من البشر لا تهمه مكانة اميركا وما تمثله، كما ان هناك نوعاً آخر يهمه معرفة أسرارنا، ونحن سنكشف الجواسيس وسنقدمهم للقضاء».

ان ثقة الرئيس بفراي تعيد الى الأذهان الدعم الذي وجده مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي من أعضاء الكونجرس في الأيام القليلة الماضية عندما واجه اسوأ ازمة تتعلق بالأمن القومي في كل حياته الوظيفية. وعندما طفت قضية هانسن الى السطح يوم الثلاثاء الماضي، قال فراي «المسؤولية مسؤوليتي.. وانا أتحملها، فقد حدثت اثناء (ساعات حراستي)».

ولكن المشرعين لم يكونوا حريصين على ادانته بقدر ما كانوا حريصين عن ايجاد وسائل الحماية التي تجعل تكرار ما حدث أمراً مستحيلاً.

والجدير بالذكر ان المكتب قد واجه انتقادات متكررة في السنوات الأخيرة، تتعلق بضعف قدراته التنسيقية وافتقاره الى الحزم في التحقيق في مسائل الجاسوسية، ولكن المكتب نفسه يصر على انه قام بكل الاجراءات الكفيلة باغلاق الثغرات الأمنية. ويقول المسؤولون ان تلك الاجراءات ربما تكون هي التي ساعدت على كشف هانسن، ولكنهم لم يشاءوا الكشف عن طبيعتها.

وقال بوش انه سينتظر نتائج تقرير رئيس مكتب التحقيقات ورئيس «سي. آي. ايه» السابق، وليام ويبستر، حول الاصلاحات الضرورية التي يجب اجراؤها بمكتب التحقيقات. وأضاف: «ان فراي تصرف تصرفاً سليماً عندما اختار ويبستر لمراجعة كل أساليب العمل داخل مكتب التحقيقات، حتى يتأكد ان ذلك لن يحدث مرة أخرى».

وكان هانسن، المتخصص بالشؤون الروسية في مجال المخابرات المعتادة، قد اعتقل يوم الأحد الماضي بتهمة التخابر عندما ترك مجموعة من الوثائق السرية لضباط الارتباط الروس الذين يتعامل معهم، في مخبأ باحدى الحدائق العامة بالقرب من منزله خارج واشنطن.

وقد وجهت السلطات الاتهام بأنه سلم منذ 1985 آلاف الصفحات من المعلومات السرية للروس مقابل 1.4 مليون دولار، نقداً وفي شكل قطع من الماس. ومن المتوقع ان يعلن انه غير مذنب.

ويعكف ضباط المكتب حالياً على تقدير الأضرار التي ألحقها هانسن بالجهاز.

وتقول مصادر اميركية ان المعلومات التي قدمها هانسن مكنت الروس من كشف ثلاثة جواسيس يعملون لصالح الأميركيين، ان اثنين من هؤلاء اعدما فعلاً، ونسبة لموقع هانسن وإلمامه بكثير من الأسرار، فيعتقد المحققون انهم سيكشفون اسراراً أخرى كثيرة.

وفي نفس الوقت الذي تحاول فيه السلطات حصر الأضرار التي سببها هانسن، فانها تبحث عن اختراقات أخرى محتملة. وصرح جون كولنجوود الناطق الرسمي باسم مكتب التحقيقات ان السلطات تحقق حالياً في اكثر من عشر قضايا تجسس محتملة لتحديد مصادر تسريب المعلومات الاستخبارية الأميركية، وقال مصدر آخر ان احد عملاء الوكالة موقوف عن العمل منذ 1999 بسبب التحقيق في احدى قضايا التجسس الروسية. وتراجع السلطات هذه القضية لتحدد ما اذا كانت ستعيد ذلك الموظف الى العمل أم لا.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» (خاص بـ«الشرق الأوسط»)