باكستان تطرد 100 ألف لاجئ أفغاني ومخاوف دولية من موتهم جوعا

الأمم المتحدة: أفغانستان أسوأ أماكن العالم للعيش

TT

تستعد باكستان لطرد وترحيل نحو100 ألف لاجئ أفغاني من أراضيها ظلوا يعيشون في مخيمات تديرها الحكومة الباكستانية بدعم دولي لما يقرب من عشرين عاما. وأبلغت السلطات المحلية في المحافظة الشمالية الغربية الحدودية، المحاذية لأفغانستان، هؤلاء اللاجئين بأن عليهم الاستعداد للعودة إلى حيث أتوا في موعد لا يتجاوز الخامس عشر من يونيو (حزيران) المقبل. وكانت موجة ضخمة من اللاجئين الأفغان يقدر عددها بنحو 170 ألف لاجئ قد عبرت الحدود باتجاه الأراضي الباكستانية منذ سبتمبر (أيلول) الماضي بسبب تعرض البلاد لموسم جفاف شديد، وتصاعد حدة القتال في الحرب الأهلية التي تمزق هذا البلد منذ أعوام طويلة. وحذرت منظمات الأمم المتحدة من احتمال تعرض نحو مليون أفغاني إلى خطر المجاعة لهذين السببين. وكانت سلطات تلك المحافظة الباكستانية قد رفضت طلبا تقدمت به الأمم المتحدة لفتح مخيم جديد للاجئين الأفغان، مما عرّض نحو 80 ألف أفغاني إلى ظروف معيشية وصحية صعبة تزداد تدهورا يوما بعد آخر. ويمر اللاجئون الأفغان حاليا بحالة من اليأس والقنوط إلى الحد الذي تعجز فيه وكالات العون والإغاثة عن تقديم المساعدات لهم خشية تزاحمهم واقتتالهم للحصول على حصص التموين.

ويصف المراقبون الأوضاع هناك بأنها لا تقل بأي حال من الأحوال عن تراجيديا إنسانية ذات أبعاد شبه أسطورية لا يمكن أن يصدقها إلا من يشاهدها بنفسه. ويعيش في باكستان حاليا قرابة مليون لاجئ أفغاني، إلى جانب عدد من المهاجرين غير الشرعيين يقدر عددهم بنحو مليوني مهاجر. ويوجد ما يقرب من 80 ألف لاجئ محاصرين في مناطق في غرب أفغانستان، إلى جانب حوالي 10 آلاف لاجئ آخر يرابطون حاليا عند الحدود مع تاجيكستان. وكان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية كينزو اوشيما، الذي أنهى زيارة للمنطقة الأسبوع الماضي، قد وصف أفغانستان بأنها احدى أسوأ الأماكن في العالم التي يمكن للمرء أن يعيش فيها. وأضاف أن هذا البلد على وشك أن يواجه كارثة شاملة إذا لم يتحرك المجتمع الدولي لإنقاذ شعبه المغلوب على أمره، في وقت تدعو فيه المنظمة الدولية باكستان إلى الكف عن ترحيل اللاجئين الأفغان من أراضيها.

أما السفير الأميركي في اسلام أباد وليم مايلم فقد ذكر أخيرا أن هناك نقصا في الشفافية في معرفة من الذي سيتعرض للترحيل ولماذا.