إندونيسيا 200 قتيل في أعمال عنف عرقية

TT

جاكارتا ـ وكالات الأنباء: اعلنت الشرطة الاندونيسية امس ان حصيلة الايام الستة الاخيرة من اعمال العنف العرقية في القسم الاندونيسي من جزيرة بورنيو في منطقة سامبيت، تجاوزت 200 قتيل. وكانت حصيلة سابقة اعلنتها مصادر طبية قد اشارت الى ان المستشفيات احصت 143 جثة. ولكن عددا كبيرا من الجثث، وبعضها مقطوع الرأس، لا تزال حتى الان في الشوارع.

وتجري اعمال القتل منذ يوم الاحد الماضي بين افراد من قبيلة داياك ومهاجرين اتوا في الاصل من جزيرة مادورا في مدينة سامبيت الصناعية وسط كاليمنتان، القسم الاندونيسي من بورنيو، على بعد حوالي 700 كيلومتر شمال شرق جاكارتا. كما امتدت دائرة العنف الى عدد من القرى المجاورة.

وقال مسؤول في الشرطة ان هدوءا حذرا يسود سامبيت حيث تم نشر 600 جندي. وقال موظف محلي: «ان الوضع مريع للغاية، اذ انتشر مئات من افراد الداياك مسلحين بالسواطير والسيوف في الشوارع في حين استمرت الحرائق تندلع في منازل المهجرين.

وقال مسؤول عسكري: «انهم يتحركون ضمن مجموعات من اربعة او خمسة اشخاص ويعتمدون تكتيك «النينجا»، ويضعون عصابة رأس حمراء لتمييزهم ويستخدمون جميعا السلاح الابيض. وشاهدت عندما كنت متوجها الى مركز عملي جثتين مقطوعتي الرأس في احد الشوارع».

واضاف ان «سكان مادورا من نساء واطفال وشيوخ لجأوا الى المباني الحكومية لكن الشبان يحاولون حماية منازلهم».

وقتل العديد من الضحايا ومعظمهم من المهاجرين بالسواطير والسيوف التقليدية والسهام المسمومة التي يستخدمها الداياك بحسب الاطباء. وامتدت المذابح الى مناطق اخرى مثل كوالا كوايان وسيمباجا وبارينجان وكاسونجان. وقال شهود عيان ان القتلة تجولوا في الشوارع رافعين رؤوس قتلاهم.

وجزيرة بورنيو التي تغطيها الغابات مقسمة بين اندونيسيا وماليزيا وبروناي.ويشهد القسم الاندونيسي منها مواجهات بين قبائل ذات اصول عرقية مختلفة بين الحين والاخر. واتى معظم المهاجرين في اطار سياسة نقل السكان من الجزر الاكثر اكتظاظا خصوصا جاوا والتي طبقتها سلطات جاكارتا.

وتعتبر هذه السياسة التي طبقت في ظل عهد سوهارتو وتم التخلي عنها حاليا سببا في حدوث المواجهات الدامية بين السكان المحليين والمهاجرين الذين اتوا لملء المناطق الاقل كثافة مثل كاليمنتان وبابوازيا الغربية. وفي 1999، قتل ثلاثة الاف شخص وشرد عشرات الالاف خلال مواجهات دامية بين ماليزيين يدعمهم افراد من قبائل داياك ومهاجري مادورا.