الشرطة الإسرائيلية تحقق مع فلسطينيين زاروا أقرباءهم في سورية

وعزمي بشارة منظم هذه الزيارات الإنسانية يعلن وقفها

TT

تلقى حوالي عشرين مواطنا عربيا في اسرائيل (فلسطينيي 48) بلاغات من الشرطة الاسرائيلية امس تدعوهم فيها الى الحضور الى مراكزها من اجل ان تقوم دائرة «الجرائم الدولية» بالتحقيق معهم حول زيارات غير قانونية الى سورية.

والعشرون هم جزء من حوالي 500 فلسطيني، معظمهم مسنون تجاوزوا سن الخامسة والستين من العمر، سمحت الحكومة السورية لهم لاسباب انسانية بزيارة دمشق والالتقاء بأقربائهم من الدرجة الاولى (اب، اخ، ابن) الذين لم يلتقوهم منذ النكبة الفلسطينية سنة 1948. ونظم هذه اللقاءات عضو الكنيست الاسرائيلي، الدكتور عزمي بشارة الذي يحظى بعلاقات مميزة مع الحكومة السورية وقصر الرئاسة، وحزبه «التجمع الوطني الوحدوي». وكان يرسل 40 ـ 50 شخصا كل اسبوع.

ومع ان القانون الاسرائيلي يمنع المواطنين من زيارة «الدول المعادية»، فقد اجريت تلك الزيارات بشكل علني، وبالتعاون مع الحكومة الاردنية. اذ سافر المواطنون الى الاردن، بشكل منظم، ومن هناك الى دمشق، حيث استقبلوا بشكل رسمي وكريم وحميم للغاية. وبعدها انتشروا للقاء اقاربهم. ومكثوا في العاصمة السورية وغيرها من المدن لمدة اسبوع كامل. وعادوا الى الوطن، بسعادة عارمة لا توصف، اذ انهم جميعا كانوا ينتظرون هذه الفرصة ويخافون ان يموتوا «بحسرتهم» قبل ان يروا اقرب اقربائهم.

وكانت هذه الزيارات، مذ بدأت في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، قد اثارت اهتماما صحافيا كبيرا في اسرائيل، ونشرت مقالات عديدة عنها ولقاءات مع الزوار ومع النائب بشارة. ولم يعترض عليها احد.

ولكن في الاسابيع الاخيرة، بدأت تسمع انتقادات لطريقة تنظيمها، وذلك من الاحزاب العربية في اسرائيل المنافسة لحزب بشارة. فقد اعتبروا تنظيم الزيارات بواسطة هذا الحزب، بمثابة تحيز سوري لصالحه وعداء للاحزاب الاخرى، وتدخل في الشؤون الحزبية الاسرائيلية الداخلية. وطالبوا ان تتم الزيارات بواسطة اللجنة العليا للمواطنين العرب في اسرائيل، التي تضم جميع الاحزاب.

وكان هذا الموضوع، محط خلاف وصراعات حزبية بلغت حد تبادل الشتائم بين السياسيين، وهنا وجدت المخابرات الاسرائيلية فرصتها لركوب موجة هذا الخلاف والتدخل السافر فيه، ضد مصلحة جميع الاطراف. فقد فطنت فجأة ان هناك مخالفة للقانون، وقررت استدعاء عدد من الزوار الى التحقيق وتقديمهم الى المحاكمة.

يذكر ان مئات القادة السياسيين والنشطاء الجماهيريين العرب في اسرائيل، زاروا علنية سورية خلال السنوات الاخيرة، ولم تتدخل في زياراتهم السلطات الاسرائيلية. بل ان مسؤولي المخابرات عرفوا بها، وفي بعض الاحياء اهتموا بسماع رأي النائب بشارة قبل وبعد قيامه بهذه الزيارات. وعليه، فان هذا التحرك الاسرائيلي المفاجئ، مثير للاستهجان.