هيلاري: لو كنت أعلم أن شقيقي تلقى أموالا مقابل عفو زوجي عن مجرمين لما وقفت هذا الموقف

TT

ذكرت السناتورة هيلاري كلينتون انها تشعر بالاسى بسبب حصول شقيقها، هيو رودهام، على اموال مقابل عفو زوجها عن اثنين من عتاة المجرمين الاميركيين. واكدت انها ليست لها اية علاقات بقرارات زوجها بالعفو التي اثارت ضجة كبيرة. وقالت انها «تشعر بالأسى والصدمة» لان شقيقها حصل على 400 الف دولار مقابل تمثيل رجلين حصلا على عفو في اخر لحظة من زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون. واضافت: «لو كنت اعلم بذلك، لما كنت وقفت هذا الموقف، وربما تمكنت من منع ذلك».

واكدت اول زوجة رئيس تنجح في انتخابات لمنصب عام: «لم اكن طرفا في الموضوع».

وقالت هيلاري ايضا انها لم تعرف ان امين خزانة حملتها الانتخابية لعضوية مجلس الشيوخ المحامي وليام كانينجهام قد ساعد مجرمين من ولاية اركنساو على الحصول على عفو في اللحظة الاخيرة الا بعد ان اطلعت على الموضوع في وسائل الاعلام. واكدت: «انه لم يتحدث معي حول هذا الموضوع». غير انها اعترفت بان كانينجهام لم يخطئ قائلة: «هناك فرق كبير بين ما قام به وما فعله شقيقي».

واوضحت السناتورة هيلاري انها تقدمت ببعض طلبات العفو التي تلقتها الى المحامين في البيت الابيض. وقال كيم كنيدي المتحدث باسمها انها تقدمت بتلك الطلبات بطريقة روتينية، وان الامر ليس دعما لتلك الطلبات.

وفي اشارة الى مدى الفضائح المرتبطة بكلينتون، رفضت هيلاري التحدث مع شقيقها عندما علمت بالمبلغ الذي حصل عليه يوم الاثنين الماضي وهي تشاهد فيلما. وفي الواقع ابلغت الصحافيين انها لم تتحدث معه منذ اكتشاف الموضوع. وتخشى هيلاري، وهي محامية خريجة جامعة ييل، من احتمال طلبها للادلاء بشهادتها حول المحادثة.

وتجدر الاشارة الى ان هيو اعاد المبالغ بناء على طلب كل من هيلاري وزوجها، طبقا لما اعلنته محاميته نانسي لوك. وذكر مساعدون ان بيل وهيلاري نقلا مطالبهما عن طريق وسطاء.

سياسة بلا أخلاق وقد تم الكشف عن هذا الموضوع بعد اسابيع من الانتقادات الحادة حول قرارات العفو التي اصدرها الرئيس السابق في الايام الاخيرة لعهده،واخذهما اثاثا بقيمة الاف الدولارات من البيت الابيض باعتبارها «هدايا خاصة». ثم اعاداها بعدما «تبين» انها هدايا للبيت الابيض وليست هدايا شخصية.

وعلى صعيد اخر ذكر المحللون ان بدايات هيلاري في كابيتول هيل، حيث كان من المتوقع ان تبعث الحياة بالاشتراك مع مجموعة من الديمقراطيين في الحزب، في مجلس الشيوخ، كانت كارثة.لان الاسئلة الموجهة الى عضو مجلس الشيوخ الجديدة، حول ما تفعله ومالم تفعله هي وزوجها بخصوص قرارات العفو الصادرة في اللحظات الاخيرة لرئاسة زوجها، اصبحت امرا محرجا.

والمعروف ان السناتورة هيلاري كلينتون،وغيرها من اعضاء الكونجرس عن الحزب الديمقراطي، يسعون الى تطوير استراتيجية لمعارضة ادارة الرئيس الجمهوري جورج بوش، في الوقت الذي يتحرك الجمهوريون بطريقة حادة لاعادة صياغة الميزانية الفيدرالية وخفض الضرائب. وتجدر الاشارة الى ان الحزب الجمهوري يسيطر على كل مقاليد السلطة الفيدرالية تقريبا لاول مرة منذ الخمسينات.

الا ان استراتيجية معارضة ومتسقة، اذا وجدت، قد غطت عليها سلسلة القضايا المثيرة للجدل التي لا تنتهي. فكيف يمكن لموقف الحزب الديمقراطي المعدل بخصوص خفض الضرائب ان ينافس الموقف الجمهوري، مع الكشف هذا الاسبوع عن المبالغ التي حصل عليها هيو رودهام مقابل العفو عن مجرمين، او الكشف عن العفو عن رجل الاعمال الهارب مارك ريتش، الذي دفعت زوجته السابقة بسخاء اموالا طائلة الى الحزب الديموقراطي.

واشارت في المؤتمر الصحافي: «بالتأكيد ليست هذه هي الطريقة التي كانت افضل او اخطط ان ابدأ عملي في مجلس الشيوخ».

..والعفو عن المليونير اليهودي وعلى صعيد اخر وفي القدس المحتلة اعلن الاسرائيلي افنير ازولاي، وهو الشخص الذي قاد حملة العفو عن رجل الاعمال اليهودي الهارب مارك ريتش: «ان مارك يشعر بالضيق من الجدل المثار حول العفو عنه ولكنه على ثقة بأن اي تحقيقات ستثبت انه لم يخطأ في جهوده». واضاف ازولاي، عميل المخابرات الاسرائيلية السابق، والذي يدير الصندوق الخيري الذي يموله ريتش في اسرائيل،: «انه شخص كتوم، ومثل هذه المناقشات العلنية لا تخدمه».

وقد كشفت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان ريتش قدم تبرعا قيمته 25 الف دولار الى حملة ايهود اولمرت عمدة القدس عام 1993، الذي كان من بين العشرات من السياسيين الاسرائيليين الذين ايدوا العفو عن ريتش.

وفي الوقت ذاته ذكرت صحيفة «بليك» السويسرية واسعة الانتشار ان الجدل المثار حول العفو عن ريتش اجبره هو وزوجته جيزلا على الغاء حفلة في منتجع سويسري فاخر للاحتفال بالعفو عنه. ففي الشهر الماضي دعا الزوجان الاصدقاء الى سهرة بعنوان «ليلة في لاس فيجاس» في منتجع سانت موريتس. وبعد ايام اتصلا بضيوفهما لابلاغهما ان الحفلة قد الغيت، بسبب الدعاية السلبية المتعلقة بالعفو عنه.

خدمة «لوس انجليس تايمز» (خاص بـ«الشرق الأوسط»)