صينية تخوض معركة لإنقاذ نخلة من مكة

TT

تصف ما يوك لان نخلتها بانها «شجرة مباركة». وتقول ان نمو الشتلة التي جلبها زوجها من مكة المكرمة عام 1953 في تربة هونغ كونغ يعتبر في حد ذاته امراً لا يستهان به، ولكن مرونة الطبيعة مع شجرة ما يوك لان لم تقابلها مرونة في الإجراءات الرسمية بل بيروقراطية ربما تؤدي إلى خسارتها المعركة التي بدأتها قبل 29 عاما للاحتفاظ بالشجرة التي قررت السلطات إزالتها لشق طريق يمر بالموقع الذي زرعت فيه «النخلة»، كما تسميها ما يوك لان.

وتقول ما يوك لان (69 عاما) وهي تبكي ان «الله قد منحنا إياها» في إشارة إلى الشجرة التي بلغ طولها ضعف طول منزلها المكون من طابقين بالقرب من الحدود، وتقول انهم إذا أرادوا ان يقتلوا شجرتها «يجب ان يقتلوني أيضاً» لأنها لا ترغب في الحياة إذا فشلت في حماية الشجرة. يذكر ان أشجار النخيل لا تنمو في مناخ هونغ كونغ شبه المداري، إذ ان افضل نمو لمثل هذا النوع من الأشجار يكون عادة في المناطق الدافئة والجافة. ويلاحظ ان منظر شجرة نخيل في هونج كونج يعتبر أمرا غير مألوف، ذلك ان المهندس فون يات فو قال انه رأى نخلتين فقط في هونغ كونغ. وكان آي بوك ـ تاك، الذي توفي قبل سبع سنوات، قد احضر معه من مكة ثماني نخلات لم تبق منها غير النخلة المذكورة التي تعتزم ما يوك لان الدفاع عنها حتى النهاية. تتحدر العائلة من محافظة جانسو التي كانت تقطنها نسبة كبيرة من المسلمين، غير انها فرت إلى هونغ كونغ عام 1949، أي في العام الذي استولى فيه الشيوعيون بقيادة ماو تسي تونج على السلطة في الصين.

وعندما بدأت النخلة في النمو عززت من إيمان العائلة. وبعد فشل الجهود في زراعة نخلات جديدة بدت النخلة الأولى أكثر أهمية بالنسبة لما يوك لان واي بوك ـ تاك وأطفالهما الأربعة. وبدأت معركة ما يوك لان عام 1972 مع السلطات الاستعمارية البريطانية التي حاولت إزالة النخلة لشق طريق. وما زالت تتذكر اليوم الذي وصل فيه السير ديفيد ايكرز، السكرتير الإداري لهونغ كونغ، إلى المنطقة الريفية التي تسكنها العائلة لرؤية النخلة. وتضيف انهم طلبوا من ايكرز ان يتخذ قرارا بتحويل خط سير الطريق قليلا إلى الجانب الآخر حتى لا يفقدوا النخلة التي كانت ولا تزال تعني الكثير للعائلة. وتتذكر ما يوك لان ان ايكرز كان متعاطفا وابلغهم بأنه سيتحدث مع المهندس المسؤول، وبالفعل ابلغهم في وقت لاحق بأنه بوسعهم الاحتفاظ بالشجرة. عقب عودة هونغ كونغ إلى الصين عام 1997 أبلغت الإدارة الجديدة ما يوك لان بان النخلة يجب ان تزال حتى يتم توسيع الشارع. وحددت الجهات المسؤولة شهر يونيو (حزيران) المقبل كآخر موعد يجب ان تجرى بنهايته إما إزالة الشجرة أو إعادة زراعتها في ساحة عامة. وحاولت ما يوك لان مختلف الخطوات منذ اتخاذ هذا القرار بما في ذلك كتابة التماس إلى المدير التنفيذي تونج تشي ـ هوا، طالبة تحويل الشجرة من مكانها الحالي إلى موقع خلف منزلها. وطلبت من صاحب المنزل تحويل الشجرة، غير ان المالك غير متأكد ما إذا بإمكانه الحصول على مثل هذا التصريح.

وتكمن المفارقة في ان المسؤول السابق الذي أنقذ الشجرة أولا يواجه مشاكل خاصة بإزالة أشجاره المفضلة، إذ ان فيلا السكرتير الإداري السابق ايكرز ستزال قريبا لشق طريق في جانب آخر من هونغ كونغ. ويقول ايكرز انه حزين لإزالة شجرة تين البنغال من مكان سكنه السابق، خصوصا ان عمرها يقدر بحوالي خمسين عاما، غير ان الجهات المسؤولة قررت إعادة زراعة بقية أشجاره في حدائق عامة. وينصح ايكرز بـ«التوقف عن محاربة البيروقراطية والتأكد من زراعة الأشجار بالطريقة المطلوبة في الحدائق».