بيريس يدافع عن شارون وحلفائه في اجتماع عاصف لقيادة حزب العمل

شلومو بن عامي يتهم بيريس بانه مستعد لأي شيء من أجل حقيبة الخارجية

TT

بنفس القوة والحماس اللذين هاجم فيهما شيمعون بيريس، رئيس الحكومة الاسرائيلية الاسبق، زملاءه الداعين الى تشكيل حكومة وحدة مع الليكود قبل شهرين او ثلاثة فقط، وقف بيريس، مساء امس، يدافع عن تشكيل هذه الحكومة في اجتماع اللجنة المركزية لحزب العمل.

وبلغ به الشأن ان يدافع ليس فقط عن رئيس الحكومة المنتخب، الجنرال اليميني ارييل شارون، بل ايضا عن حلفاء شارون من اليمين المتطرف، فقال: «هم الذين تغيروا وليس نحن. هم تغيروا حينما وافقوا على تنازلات اقليمية في الاراضي الفلسطينية. وهم الذين وافقوا على ان يقوم الحل الدائم مع السوريين والفلسطينيين على اساس قراري مجلس الامن رقم 242 و338. هم الذين كانوا يدعون لسياسة ترحيل الفلسطينيين عن البلاد، يوقعون اليوم معنا على اتفاق لتحقيق المساواة الكاملة للمواطنين العرب في اسرائيل. ولماذا يفعلون ذلك ـ سأل بيريس واجاب ـ لانهم يريدون وحدة الشعب. ويصغون لصوت الشعب. ان 80 في المائة من الشعب يريد حكومة وحدة، و85 في المائة من اعضاء حزب العمل يريدون حكومة وحدة. لقد صرفنا ملايين الدولارات على استطلاعات الرأي لنعرف ماذا يريد الشعب. وحان الوقت لنتجاوب مع رغبة الشعب».

واجترح بيريس عاصفة من التصفيق وراء كل جملة. وكان يتكلم بصوت عال حماسي. لكن معارضي الوحدة في قيادة الحزب لم يستسلموا لهذا التأييد الجارف له. ووقفوا الواحد تلو الآخر يعللون سبب رفضهم. فقال شلومو بن عامي، وزير الخارجية، الذي يرفض ان يكون وزيرا في حكومة الوحدة: «من المحزن ان ترى بيريس ينسى ما قاله قبل بضعة اشهر فقط، وهو يقنعنا بأن الوحدة تضر بنا وبعملية السلام. فما الذي تغير اليوم؟ ان بيريس يريد ان يصبح وزيرا للخارجية، وفي سبيل ذلك، فهو مستعد لأن يعمل اي شيء».

وقال يوسي بيلين، وزير القضاء، الذي اعلن انه لن يلتزم بقرار الحزب وسيظل معارضا للحكومة في الكنيست: «ان وزراء حزب العمل في حكومة شارون سيتولون مهمة واحدة فقط هي، تفسير تصريحات شارون وحلفائه في اليمين وممارساتهم المعادية لعملية السلام». وقال بيلين: «يؤسفني جدا ان معلمي بيريس يحيد عن الطريق التي رسمها. فهذه ستكون حكومة معادية للسلام، سوداء الوجه. ويريدون من بيريس، حامل جائزة نوبل للسلام، ان يبيض وجهها في العالم».

واستمرت نقاشات اللجنة المركزية للحزب حتى ساعة متأخرة من ليلة امس، حول موضوع الوحدة، وبدا ان عدد مؤيديها يزيد قليلا من عدد معارضيها.