فلسطيني في الـ68 من العمر ينتظر اليوم الذي يفجر فيه نفسه بالإسرائيليين انتقاما لابنه

TT

مخيم الجلزون (رام الله) ـ رويترز: يتحدث محمد شراقة البالغ من العمر 67 عاما الذي يستشيط غضبا، عن احتمال ان يقوم يوما بعملية انتحارية للثأر لابنه الذي فقده.

ومن المحتمل الا ينفذ ابدا هذا الفلسطيني المسن تهديده الا ان افكاره تعكس مشاعر الفلسطينيين الآخذة في الاشتعال بسبب قتل ابنائهم في اشتباكات شبه يومية مع القوات الاسرائيلية في الخمسة اشهر الماضية.

وقتل الجنود الاسرائيليون خليل (31 سنة) نجل شراقة في نوفمبر (تشرين الثاني) في مواجهات مع جنود الاحتلال حوالي المخيم. وكان خليل بين اكثر من 332 فلسطينيا ممن قتلوا في الاشتباكات الى جانب 61 اسرائيليا و13 من عرب اسرائيل.

وقال شراقة ملوحا بقبضته في الهواء «لا اقوى على انتظار اليوم الذي افجر فيه نفسي بالكثير من الاسرائيليين للثأر لخليل». ويمتلئ منزل شراقة بصور الشهداء وخرائط لفلسطين. وتساءل قائلا «انتزعوا مني حلمي في طرفة عين فماذا عساهم يتوقعون مني».

واتهم الفلسطينيون والامم المتحدة وجماعات حقوق الانسان اسرائيل باستخدام القوة المفرطة لاخماد الانتفاضة. وتقول اسرائيل ان الجيش يطلق النيران لحماية ارواح الجنود والمدنيين. ويؤمن المثقفون والسياسيون الفلسطينيون بأن رد فعل اسرائيل الصارم تجاه انتفاضتهم بما في ذلك اغلاق الاراضي الفلسطينية وحظر آلاف من العمال الفلسطينيين من الدخول الى اسرائيل يدفع الفلسطينيين الى مزيد من العنف.

وقال ايليا عواد الطبيب النفسي الذي عالج اسرا فلسطينية فقدت اعضاء منها وآخرين اصيبوا بصدمات من عمليات القصف الانتقامية التي تقوم بها اسرائيل ان سياسة اسرائيل التي تهدف الى قمع الانتفاضة ارتدت اليها. واضاف «سيقتنص المحبطون اللحظة التي يصبون فيها جام غضبهم ويأسهم».

واظهر استطلاع فلسطيني للرأي في يناير (كانون الثاني) الماضي ان نسبة الفلسطينيين الذين يؤيدون الهجمات العسكرية على اهداف اسرائيلية تضاعفت الى المثلين منذ اندلاع الانتفاضة.

واوضح غسان الخطيب المحلل السياسي الفلسطيني ان الفلسطينيين بدأوا يشعرون باليأس بسبب جنازات الشهداء والقيود المفروضة دائما. وقال «ان الموت اسهل بالنسبة للفلسطينيين من نوع الحياة التي يحيونها».

ويشعر شراقة بالغضب ايضا لان اسرائيل منعته من مغادرة مخيمه الذي يؤوي عشرة آلاف لاجئ يعيشون تحت الحكم العسكري الاسرائيلي. وقال متسائلا «انا ميت بالفعل فلم لا اموت بشرف واجعل الاسرائيليين يشعرون بشيء من المعاناة التي نشعر بها منذ 50 سنة».

واغلب الفلسطينيين الذين نفذوا عمليات انتحارية من الاسلاميين وقتلوا عشرات من الاسرائيليين. لكن لا ينتمي شراقة او زوجته عالية الى هذه الجماعات الا انها قالت بغضب «لو كنت منحت هذه الفرصة لكنت سأصبح مستعدة لتفجير نفسي باسرائيليين». واضافت «انا مستعدة للتضحية بأبنائي الثلاثة الآخرين ايضا».