الحريري في باريس بعد لقاء ميرو في دمشق وتوقع بلورة خطوات لخفض مديونية لبنان

TT

تتجه الانظار اليوم الى باريس التي سافر اليها رئيس الحكومة رفيق الحريري بعد ظهر امس تلبية لدعوة الرئيس الفرنسي جاك شيراك للمشاركة في اجتماع يعقد برئاسته في قصر الاليزيه ويضم رئيس البنك الدولي جيمس ولفنسون ورئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي ومسؤولين من البنك الاوروبي للاستثمار ووزارة المال الفرنسية. وسيشارك في الاجتماع ايضاً وزيرا المال فؤاد السنيورة والاقتصاد باسل فليحان.

وتعلق الاوساط اللبنانية الرسمية والسياسية اهمية على هذا الاجتماع لجهة خروجه بتوجيهات وقرارات واضحة لجهة مساعدة لبنان على خفض خدمة مديونيته العامة في اطار مشروع مالي دولي يعمل الرئيس الفرنسي على بلورته ورعايته، بما يساعد على خفض العجز في الموازنة اللبنانية العامة.

وكان الحريري زار دمشق قبل ظهر امس واجرى محادثات مع نظيره السوري محمد مصطفى ميرو. وذكر بيان اصدرته رئاسة مجلس الوزراء السوري انهما بحثا في «العلاقات السورية ـ اللبنانية وسبل دعمها وتطويرها في كل المجالات وبما يخدم المصلحة المشتركة للبلدين الشقيقين وللامة العربية».

وذكرت مصادر حكومية لبنانية ان اللقاء بين الحريري وميرو كان مقرراً قبل تلقي رئيس الحكومة اللبنانية دعوة الرئيس الفرنسي الى اجتماع الاليزيه، اذ حدد موعده اثناء زيارة الحريري لدمشق قبل ثمانية ايام التي التقى خلالها الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد. وكان عرض وزير الخارجية اللبناني محمود حمود مع السفير الفرنسي في بيروت فيليب لوركورتييه الذي زاره امس، موضوع زيارة الحريري لباريس. وقال لو كورتييه عقب اللقاء: «ان البحث تناول ثلاثة مواضيع هي زيارة رئيس الحكومة الثانية غداً (اليوم) الى باريس للاجتماع بالرئيس الفرنسي جاك شيراك في حضور رئىس المفوضية الاوروبية رومانو برودي ورئيس البنك الدولي جيمس ولفنسون بناء على طلب لبنان للبحث في موضوع المساعدة على معالجة ازمة المديونية التي يجتازها. ولا اعلم ماذا ستكون نتائج هذا الاجتماع منذ الآن. والموضوع الثاني هو زيارة الدولة التي سيقوم بها رئيس الجمهورية العماد اميل لحود في 28 مايو (ايار) المقبل لباريس وما ترتديه من اهمية لانها الاولى له. وان فرنسا ستكون مسرورة لاستقباله.

وتم البحث في برنامج الزيارة. اما الموضوع الثالث الذي تطرقنا اليه فهو القمة الفرنكوفونية التي ستعقد في بيروت في 27 اكتوبر (تشرين الاول) المقبل، فهي حدث كبير للحياة الدبلوماسية ولاشعاع لبنان في اتجاه الخارج بالنسبة الى فرنسا كما الى لبنان، اذ ستشارك فيه 55 دولة ومنظمات دولية وحشد اعلامي».

وعبّر لو كورتييه عن سروره لكثرة الزيارات الرسمية للمسؤولين اللبنانيين لفرنسا واصفاً الاجتماع الذي سيعقد في باريس اليوم بأنه «لا سابقة له من حيث استنفار اللاعبين الدوليين للتشاور في ايجاد حلول اساسية لمساعدة لبنان بناء على طلب حكومته. وفهمت من الوزير حمود ان هناك اسباباً ترمي بثقلها على الدين العام. وسيتم البحث في باريس غداً بحلول تقنية مع دعم سياسي لها».

واثنى لو كورتييه على مقررات مجلس الوزراء اللبناني الهادفة الى تخفيف عبء الديون. وقال: «فهمت من رئىس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء والوزير حمود ان لبنان يعالج موضوع ديونه».ورداً على سؤال حول الخرق الاسرائيلي للاجواء اللبنانية اول من امس، قال السفير الفرنسي: «طالما رددت أننا ضد اي خرق للقرار 425 وللترتيبات التي اتخذتها الامم المتحدة بعد الانسحاب الاسرائيلي وما جرى امس (اول من امس) هو خرق فاضح بلا شك».