مراقب «الإخوان»: لم نتصل مع دمشق بشأن العودة

TT

لندن ـ بسام علوني: نفى المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين في سورية علي صدر الدين البيانوني ان يكون اجرى اتصالات مع دمشق بعد اعلان الجماعة في بيانها الاخير عن رغبتها في العودة الى البلاد وممارسة العمل السياسي من سورية. ودعا في حديث لوكالة «يونايتدبرس انترناشنال» في لندن «العهد الجديد في سورية ان يبدأ بمعالجة الملف الانساني بشيء من السرعة والاريحية ومن دون مقدمات او حسابات سياسية».

واضاف البيانوني: «ميزنا بين امرين، موضوع قضايا الانسان والمظالم، وبين الملف السياسي، لأننا نتفهم موضوع التدرج فيه، وان الانتقال الى وضع فيه شيء من التعددية والانفراج امر يحتاج الى خطوات متدرجة. لذلك نعتقد ان هناك بطئا شديدا في التعامل مع الملف الانساني في سورية، وكان الاجدر ان تعلن الحكومة عفوا عاما عن جميع السجناء والمبعدين السياسيين من دون انتظار».

وعزا اسباب اغفال الجماعة في البيان الذي اصدرته عن ذكر مكان الاجتماع الذي عقده مجلس شوراها في دورته العادية السادسة الى انه «لم يسبق لنا ابدا ان حددنا مكان اجتماع مجلس شورى الجماعة في اي دورة من دوراته خلال العشرين عاما الماضية، وليس من عادتنا ان نذكر مكان انعقاد الدورة، خصوصا اننا لا نريد ان نحرج احدا سواء اكان دولة عربية ام اوروبية. ونحن لم نعتد من قبل على ان نذكر مكان الاجتماع لأننا كما اسلفت لا نريد ان نحرج احدا».

وردا على تحذير نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام المثقفين ولجان المجتمع المدني ان الحكومة لن تسمح بتحويل سورية الى جزائر او يوغوسلافيا وتأكيده ان الحكومة مع الحرية ولكنها ليست مع الحرية المطلقة، قال البيانوني «ان بيان المثقفين او ما يعرف باسم بيان الـ99 ثم بيان الألف والمنتديات الثقافية التي افتتحت في الاشهر الاخيرة لم يرد فيه ما يشير الى موضوع (الجزأرة) او (البلقنة)، كما ان الحديث عن الحريات العامة والتعدديات السياسية وعن حق المواطن في المشاركة، هي مواضيع من الطبيعي ان يتحدث عنها الانسان».

ووصف المراقب العام للاخوان المسلمين في سورية سكوت الحكومة عن نشاطات المنتديات الثقافية بأنه «بادرة ايجابية، لكننا شاهدنا الحكومة تقوم الآن بخطوة معاكسة وبالهجوم على هؤلاء المثقفين الذين نادوا بتلك المبادئ، وهذا برأينا يعد انتكاسة».

وقال «ان العلاقة المتميزة بين سورية ولبنان تقتضيها طبيعة العدو المشترك والاخطار المحدقة بلبنان وسورية لأن الخطر الامني يمكن أن يهدد سورية من جهة لبنان في حال عدم وجود علاقة متميزة»، داعيا الى «توثيق هذه العلاقة وتعميقها ولكن ليس على حساب ارادة اللبنانيين».

وأكد البيانوني «ان حركة الاخوان لا تعتبر القوات السورية في لبنان قوات احتلال كما يعتبرها البعض وينبغي أن تخرج كما خرجت قوات العدو الصهيوني، بل قوات عربية ينبغي أن يكون لها دورها في المحافظة على أمن لبنان وسورية ولكن على اساس التفاهم مع الشعب اللبناني والحكومة اللبنانية».