العدد الأول لـ «الدومري» المستقلة تنبأ بتعديل وزاري في سورية

TT

صدر في دمشق صباح امس العدد الأول من صحيفة «الدومري» الاسبوعية، لتكون الأولى كصحيفة مستقلة تصدر في سورية منذ ثمانية وثلاثين عاماً، صباح كل اثنين لصاحبها ورئيس تحريرها فنان الكاريكاتير السوري المعروف علي فرزات. وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد اشار في حديثه لـ«الشرق الأوسط» الى ان موافقات اعطيت بصدور جريدة مستقلة او اكثر، وأن هذا الأمر مسموح به ضمن ضوابط معينة، وان هناك قانوناً قديماً للمطبوعات، يسمح باصدار الصحف وهو قيد التطوير، وستكون هناك ضوابط تهدف لجعل الصحافة تساهم في عملية التطوير، لا ان تكون من دون هدف واضح او ان يكون هذا الهدف معيقاً لعملية التطوير.

وتضمن العدد الأول من صحيفة «الدومري»، وهي كلمة تعني الرجل الذي كانت مهمته ايام زمان في سورية إشعال المصابيح التي كانت موزعة عند مفارق الطرق والحارات والأزقة، تضمّن عنواناً بارزاً يشير الى ان تعديلا وزاريا سيتم في سورية بعد عيد الاضحى المبارك، اي في منتصف شهر مارس (آذار) المقبل تقريباً.

وروى رئيس تحرير هذه الصحيفة قصة حصوله على الموافقة على اصدار هذه الجريدة من الرئيس بشار الأسد شخصياً، خلال زيارة الرئيس السوري قبل سبع سنوات من توليه مهامه الرئاسية، لأحد معارضه في دمشق. وجاءت رواية فرزات لهذه القصة في افتتاحية هذا العدد التي نشرت تحت عنوان «فانوس»:

«هل كان من الضروري ان أقيم معرضاً للوحاتي، كي أُمرر فيه كل ما منعته الصحافة المحلية والعربية؟! هل من الضروري ان أتحايل على الموضوع عدة مرات حتى استطيع نشره؟! هل من الضروري ألا يُقال الرأي الحر الا بالاشارات او الرموز؟

هذه هي الاسئلة التي كانت تدور في ذهني عندما فاجأني الدكتور بشار الأسد بحضور معرضي الذي عُرضت فيه مجموعة من الرسوم الممنوعة من النشر في بعض الصحف المحلية والعربية، وأسعدني كثيرا رأيه، عندما لم يرَ ما يبرر منع هذه الرسوم وحجبها عن الناس، وأثنى على اهمية السخرية في الكاريكاتير والكتابة لبناء مجتمع قوي ومعافى، الامر الذي دفعني للحديث عن حلمي القديم، باصدار جريدة ناقدة ساخرة تنشر موادها بجرأة وحرية، ولا تعرقلها الظنون او الشخوص ما دام من يكتب فيها يحمل صفة المواطنة، وهو ـ من ثمّ ـ لا يحتاج الى وصاية الرقيب.

كان ذلك منذ سبع سنوات، والآن تحقق الحلم، فبين أيديكم في هذه اللحظات العدد الأول ممن «الدومري»، وهي جريدة تحاول ان ترتقي الى مستوى حلمكم وطموحكم».

وأضاف: «الجديد في «الدومري» اننا فريق عمل ـ برسّاميه وكتابه ـ يعمل حول طاولة مستديرة، نمزق ما نكتب من غير أسف، ويمزق بعضنا للآخر بلا حساسيات، نختلف ثم نتفق على ان نترك للقارئ مهمة تمزيق ما كتبناه او حفظه، ما دمنا قد وضعنا في حسابنا ان نكون صوته وحواراته الداخلية التي يخجل من البوح بها... نحاول ان نجعل الشارع اكثر فرحاً واقل عبوساً، وعلى اعتبار ان «شر البلية ما يضحك» فاننا نحاول ان نخترع ما يضحك لـ«شر البليّة»، ونترك الخيار للقارئ في الضحك او البكاء، في الوقت نفسه الذي نعتقد فيه ان احدث طريقة لتغيير الواقع هي السخرية منه ومن اخطائه، وهذا يفترض بنا الا نقيم اي اعتبار لأي شخص او مؤسسة خارج اعتبار الضمير المهني ومصلحة الوطن».

صحيفة «الدومري» الاسبوعية الناقدة الساخرة تأتي بعد نحو نصف قرن من الزمان تقريباً، لتذكر الجيل القديم من السوريين بمجلة اسبوعية من النمط نفسه تقريباً كانت تصدر تحت اسم «المضحك المبكي» لصاحبها الكاتب السياسي الساخر المعروف حبيب كحالة، احد اكبر الصحافيين السوريين في المرحلة التي شهدت نضال سورية من اجل الاستقلال، وهو خال الأديبة السورية المعروفة كوليت خوري، حفيدة السياسي السوري الكبير فارس الخوري احد ابطال الاستقلال ورائد من رواد القومية العربية في المنطقة.

وأشارت «الدومري» إلى أنها تتوقع أن تعقد اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي اجتماعاً مطلع مارس (آذار) المقبل تجري فيه تقييما لأداء حكومة الدكتور محمد مصطفى ميرو منذ توليها مهامها، وذلك بغية إجراء تعديل وزاري لإعطاء الحكومة الجديدة زخماً أقوى للمرحلة القادمة التي تشهدها سورية والمنطقة العربية، على حد ما جاء في الصحيفة.