الشاهد المغربي في محاكمة نيويورك: تنظيم القاعدة استعان بمنظمة «الجهاد» المصرية لتدريب أعضائه

TT

استؤنفت أمس محاكمة المتهمين بتفجير السفارتين الأميركيتين في شرق افريقيا باستمرار استجواب الشاهد المغربي الحسين خرشو (أبو طلال) من قبل سام سميث محامي المتهم وديع الحاج.

وقال أبو طلال رداً على اسئلة المحامي إن «خالد الفواز المعتقل حالياً في بريطانيا كان على صلة بتنظيم القاعدة وعندما كان مسؤولاً عني في نيروبي لم يكن يطلعني بالضرورة على ما كان يجري، وفي عام 1995 بقيت في الخرطوم وبدأت في العمل بشركة وادي العقيق التابعة لأسامة بن لادن». وأضاف أنه في تلك المرحلة بدأت علاقته بالقاعدة تخف، وفي عام 1996 بدأ يعمل مع شركة تدعى القصوى ويديرها شخص يدعى أبو عبد الله اليمني. وأضاف أن هذه المرحلة صادفت خروج بن لادن من السودان. وأوضح الشاهد أن أبو عبد الله رجل أعمال وشركته كانت تعمل في مجال التصدير والاستيراد. وقال كانت هناك خلال تلك المرحلة مراسلات بين وديع الحاج وأبو عبد الله اليمني تتعلق بتصدير واستيراد البضائع مثل الجلود والسكر والاحجار الكريمة.

وقال الشاهد إنه لما كان في السودان عام 1995 كان هناك شخص يدعى عبد الخالق وهو من الاستخبارات السودانية وكان صلة الوصل بين الحكومة السودانية وأسامة بن لادن. واعترف الشاهد أن عبد الخالق كان يقوم بمرافقة بعض أفراد القاعدة إلى المطار لدى مغادرتهم السودان في حال حملهم أشياء خاصة مثل الأموال وغيرها لتأمين عدم حدوث أي مشاكل مع دائرة الجمارك.

وفي رده على سؤال المحامي إن كانت حكومة الخرطوم على معرفة بكل أنشطة بن لادن طالما هذه الأخيرة كانت تتم عبر أجهزة الاستخبارات السودانية، رفض الشاهد الإجابة عن السؤال.

وأوضح الشاهد أن الأعضاء في جماعة الجهاد المصرية التي يقودها أيمن الظواهري والجماعة الإسلامية التي يتزعمها عمر عبد الرحمن ليسوا بالضرورة أعضاء في تنظيم القاعدة. وحسب أقوال الشاهد، إن تنظيم القاعدة استعان بجماعة الجهاد لتدريب أعضائه في أفغانستان.

ولدى سؤال محامي الدفاع إن كان الشاهد على معرفة بشخص يدعى أبو ابراهيم العراقي، رد أبو طلال انه كان على معرفة بشخص يدعى ابو ابراهيم العراقي ويدير شركة «الهجرة» التابعة لأسامة بن لادن الخاصة بالمقاولات والبناء. واعترف الشاهد أنه كان هناك عدد من المهندسين العراقيين يعملون في شركة الهجرة وهم ليسوا أعضاء في القاعدة. وأكد أيضاً وجود عدد آخر من السودانيين في الشركة ذاتها وليسوا أعضاء في القاعدة.

وردا على سؤال آخر للمحامي سميث، قال الشاهد المغربي أنا لست متأكداً بأن المتهم وديع الحاج أدى البيعة لتنظيم القاعدة. وأضاف أنه أول مرة التقى بهذا المتهم كانت في كينيا وسمع بأن وديع الحاج كان من الأوائل الذين ذهبوا إلى أفغانستان حتى قبل فتح مكتب الخدمات الذي أسسه عبد الله عزام. وأضاف الشاهد أنه لا يملك أي معلومات إن كان وديع الحاج عضواً في القاعدة، لكنه قال إن الحاج كان يحظى بثقة بن لادن.

وحاول محامي الدفاع جس نبض الشاهد لمدى معرفته بأعضاء القاعدة، ولذلك ركز في التفريق بين العضوية في الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد المصريين من جهة وبين تنظيم القاعدة من جهة أخرى. وتمثلت استراتيجية الدفاع أمس في إثبات عدم عضوية المتهم وديع الحاج في تنظيم القاعدة.

وسأل المحامي الشاهد إن كان على معرفة بشخص يدعى أبو عبيدة السوداني (الشاهد جمال احمد الفاضل) فكان رد أبو طلال المغربي أنه سمع بأبو عبيدة السوداني ولكنه لم يره في بيت الضيافة ولا في أي شركة من شركات بن لادن. وقال أيضاً إنه سمع أنه (الفاضل السوداني) سرق أموالاً من بن لادن وغادر السودان. وفي هذه الأثناء أطلع المحامي سميث الشاهد المغربي على صورة الفاضل السوداني (شاهد الادعاء الرئيسي) فلم يتعرف عليها.

وردا على سؤال آخر من المحامي للشاهد المغربي في ما إذا كان تنظيم القاعدة على علم بقيام الولايات المتحدة بتسليم طلال المصري (حركة الجهاد) الذي اعتقل في كرواتيا إلى السلطات المصرية، قال إن القاعدة كانت على علم بهذه القضية، ولم يجر أي نقاش آنذاك داخل تنظيم القاعدة بشأن نيتها الانتقام من الولايات المتحدة. وأعاد المحامي السؤال بصيغة أخرى، عندما تم اعتقال الشيخ عمر عبد الرحمن عام 1993 هل جرى أي نقاش في تنظيم القاعدة حول الانتقام من الولايات المتحدة أو الأهداف الاميركية، فقال الشاهد إنه لم يتم بحث أي محاولة للانتقام وإنما أعربوا فقط عن استيائهم من اعتقال الشيخ.

وتتناقض شهادة المغربي أبو طلال مع أقوال الشاهد الرئيسي جمال أحمد الفاضل السوداني بأنه جرى عام 1994 نقاش بوضع خطة لتفجير السفارة الأميركية في السعودية انتقاماً لاعتقال الشيخ عمر عبد الرحمن.

وكشف الشاهد المغربي من خلال استجواب الدفاع بأن تنظيم القاعدة استخدم نيروبي كقاعدة لوجيستية مؤقتة لمساعدة نقل أعضاء القاعدة من أفغانستان إلى الصومال في نهاية عام 1991 وبداية 1992. وقال إن أعضاء القاعدة كانوا في الصومال قبل عام من وصول قوات الأمم المتحدة وكانوا متوزعين في جنوب السودان وبعضهم الآخر ذهب إلى أوغادين على الحدود الاثيوبية الصومالية. وأوضح أن مجموعة من أعضاء القاعدة ذهبت إلى شمال الصومال قرب جيبوتي. ورداً على أسئلة محامي الدفاع، قال إن تنظيم القاعدة كان ينوي مساعدة الجماعات الإسلامية المنضوية تحت لواء الاتحاد الإسلامي في الصومال. وكان الاتحاد الاسلامي يسعى لتشكيل حكومة إسلامية في المناطق التي يسيطر عليها. وأضاف أن القاعدة كانت تقوم بتدريب أعضاء الاتحاد للدفاع عن أنفسهم وعن الأراضي التي يسيطرون عليها.