تعيين وزيرين آسيويين في حكومة بوش فتح المزيد من آفاق الأقليات العرقية بأميركا

TT

واشنطن ـ رويترز: يشكل اختيار الرئيس الأميركي جورج بوش لوزيرين من أصل آسيوي في حكومته علامة مميزة في حياة هذه المجموعة السكانية التي تشعر بأن مواطنتها الاميركية صارت موضع شك ويفتح المزيد من آفاق العرقيات الأخرى في الولايات المتحدة. وقالت دافني كووك رئيسة رابطة الاميركيين الصينيين في مقابلة صحافية أمس «الاختيار اشارة الى أن الاميركي الآسيوي قد وصل. الجيل الجديد يشعر بالاثارة. انه يعني انهم يستطيعون ان يلعبوا دورا نموذجيا بتولي منصب وزاري. لقد أزيل حاجز آخر».

وتولى نورمان مينيتا الاميركي الياباني وزارة المواصلات في حكومة بوش بعد أن خدم كأول وزير اميركي آسيوي في تاريخ الولايات المتحدة في ادارة الرئيس السابق بيل كلينتون عندما تولى وزارة التجارة. واختار بوش ايضا ايلين شاو التايوانية المولد وزيرة للعمل. وقالت كووك إن «المنصبين يعتبران أعلى مستوى في الخدمة العامة. فكيف يمكن الشك في أي شيء غير انهما اميركيان».

يذكر ان جوا من عدم الارتياح ساد الاميركيين الصينيين في الاونة الاخيرة بعد قضية ون هو لي العالم التايواني المولد في مختبر لوس آلاموس الوطني الذي قبض عليه في ديسمبر (كانون الاول) 1999 وأمضى 278 يوما في السجن بتهمة نسخ وتخزين تصميمات نووية سرية اميركية على جهاز كومبيوتر بطريقة غير مشروعة، وانتهت القضية باعتراف لي بأنه مذنب في اتهام واحد من 59 اتهاما. ورغم انه لم يتهم على الاطلاق بأنه جاسوس لنقص الادلة فان مصادر في الحكومة والكونجرس صورته على أنه جاسوس للصين أو تايوان واثارت القضية ضجة في الولايات المتحدة حول ما وصفه اميركيون آسيويون بتصنيف عنصري. وقال الاميركي الصيني هنري تانج ان وجود آسيويين مثل مينيتا وشاو في أعلى المناصب بالحكومة الاميركية يساعد على تجنب ما وصفه بتسرع في الاتهام واندفاع في الادانة. وربما تكون الحرب العالمية الثانية أقسى فترة مرت بالاميركيين الآسيويين عندما تم اعتقال 120 ألف اميركي من أصل ياباني وقد عاشها مينيتا عندما كان طفلا. ويقول اميركيون يابانيون انهم يشعرون بنظرات عدم الارتياح كلما توترت العلاقات الاميركية ـ اليابانية. وقال فلويد موري رئيس رابطة الاميركيين اليابانيين «كلما فعل اليابانيون شيئا نحس بتأثيره. الآخرون يرون فينا جزءا من المشكلة».

وتكذب مثل هذه الحكايات الصورة التي تظهر بها الولايات المتحدة كبوتقة تنصهر فيها كل الاعراق وتنتج مواطنين اميركيين بكل معنى الكلمة. لكن زعماء مجموعات سكانية لا يحبذون وصف هذا بأنه تفرقة عنصرية. ويقول تانج في هذا الصدد «نحن نعتبر هذا انعداما في فرص الفهم وتكوين تصورات صحيحة عن بعضنا البعض». واضاف ان اختلاف العادات والتقاليد ونمط الحياة والدين يخلق جوا من عدم الفهم وتعيين مينيتا وشاو قد يساعد على سد الفجوة ويمهد الطريق للآخرين. وقال تانج «هناك الاف من الاميركيين الآسيويين على أتم الاستعداد لخدمة هذا البلد في مختلف المجالات. نحن مستعدون لهذا منذ وقت طويل».