الصراع على الحقائب داخل الليكود واليمين يعرقل تشكيل حكومة شارون

TT

بعد ان دخلت مؤسسات حزب العمل الاسرائيلي بزعامة شيمعون بيريس، في حالة هدنة لمدة اربعة أيام، اشتعل الصراع داخل حزب الليكود واحزاب اليمين الأخرى المتحالفة معه، بشأن توزيع الحقائب الوزارية، مما يعرقل جهود ارييل شارون رئيس الوزراء المنتخب لتشكيل حكومته، ويضطره الى تأجيل عرضها على الكنيست أسبوعاً آخر.

وأعلن حزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين، انه اتفق مع شارون على تولي وزارة الداخلية، وأربع وزارات أخرى هي: العمل والرفاه، الصحة، والأديان، ووزير بلا وزارة، فثارت ثائرة حزب «يسرائيل بعلياه» لليهود الروس، الذي كان قد بنى كل دعايته الانتخابية على المطالبة بتحرير وزارة الداخلية من ايدي «شاس»، لأنها تتحكم في مصائر اليهود الروس وتعرقل امكانية حصولهم على بطاقات الهوية بحجة «اجراء فحص دقيق لاثبات يهوديتهم» ولمحاربتها شهادات الزواج المدني. ونفى شارون، بداية، ان يكون قد وعد بالداخلية لحزب «شاس»، إلا انه تراجع لاحقاً واقترح على رئيس حزب الروس، نتان شيرانسكي، وزارة التعليم، التي تعتبر ايضاً مهمة جداً وميزانيتها دسمة، وبدا ان الاقتراح مغر، الا انه أثار بالمقابل حزب «المفدال» الديني القومي، الذي كان شارون قد وعده بهذه الوزارة، فهدد بالبقاء خارج الائتلاف الحكومي.

وكان حزب الاتحاد اليميني المتطرف قد هدد هو الآخر بالامتناع عن دخول الائتلاف اذا لم يحظ بوزارتين فاعلتين وبنائبي وزير وبرئاسة لجنة القضاء والدستور البرلمانية، علماً أن شارون يعرض عليهم وزارة البنى التحتية (وهي كبيرة وميزانيتها دسمة) ومنصب وزير بلا وزارة.

وازاء ذلك، ثارت ثائرة قادة حزب الليكود، الغاضبين على شارون بسبب عزمه الزائد في توزيع أهم الحقائب على الأحزاب الأخرى (دفاع، خارجية، داخلية، تعليم، التجارة والصناعة، الزراعة، العمل والرفاه، الاسكان). وحتى وزارة التعاون الاقليمي، ذات الطابع الرمزي، لم يوفرها شارون لأحد قادة الليكود الكبار، كما طلبوا منه، وقرر منحها لرئيس حزب «غيشر»، ديفيد ليفي (الذي انشق عن التحالف مع حزب العمل، بسبب مفاوضات كامب ديفيد). ويقول قادة الليكود ان شارون لم يبق لهم سوى 3 وزارات مهمة، هي المالية والقضاء والأمن الداخلي، والبقية إما انها صغيرة (السياحة، الاتصالات، القدس، البيئة)، وإما انها «وزير بلا وزارة».

يذكر ان عدد الوزراء في حكومة شارون سيتراوح ما بين 27 و30 وزيراً حتى الآن. وهذا رقم كبير جداً، فالليكود كان يهاجم رئيس الوزراء المنصرف ايهود باراك ويتهمه بالتبذير، لمجرد توس حكومته من 18 إلى 24 وزيراً، فماذا سيقول اليوم، ازاء الانتقادات الواسعة والمتصاعدة ضده في وسائل الاعلام.