محاكمة مانهاتن: شاهد يؤكد اعتراف عودة بمسؤولية 3 من تنظيم «القاعدة» عن تفجير السفارتين

TT

استأنفت محكمة مانهاتن التي تنظر قضية المتهمين في تفجير السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام عام 1998 أمس باستجواب عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف. بي. آي) جان أوسيب الذي أكد لهيئة المحلفين أن «المتهم محمد صديق عودة قدم له معلومات كاملة عن الأعضاء في تنظيم القاعدة الذين كان على صلة معهم حينما كان في كينيا (نيروبي)»، واعترف شاهد الادعاء بأن المتهم قال له ـ أثناء استجوابه ـ ان عودة شعر بمسؤولييته فور تفجير السفارة الأميركية في نيروبي، باعتباره عضواً في تنظيم القاعدة، ولكنه، أي عودة، «ليس له أي صلة مباشرة بالحادث»، وأنه «لم يكن على علم بالعملية ولم يقم بأي نشاطات أخرى لا من قريب ولا من بعيد».

وحسب أقوال الشاهد فإن المتهم محمد صديق عودة قد أبلغه في وقت سابق أن ثلاثة أشخاص هم المسؤولون المباشرون عن تفجير السفارة الأميركية في نيروبي وهؤلاء هم: فضل محمد هارون، وأبو عبد الله أحمد أبو عبد الله المعروف بصالح (الاسم الحركي)، وأحمد محمد حميد علي الملقب بـ«علي المصري». وواصل عميل الـ«إف بي آي» أنه بحث مع المتهم عودة قضايا لها علاقة بالمتفجرات وكيفية صناعتها وجلبها. وأضاف أنه جرى نقاش بينه وبين عودة حول المواقع الجيدة للمتفجرات داخل المباني.

واعترف ان استجواب المتهم عودة جرى في 15 أغسطس (آب) 1998، واستمر حتى 27 من نفس الشهر، وكان الاستجواب في نيروبي ولم يتوفر آنذاك محام للمتهم الذي استجوبه، وبحضور مسؤولين أمنيين ممثلين عن السلطات الكينية.

وأشار العميل جان أوسيب إلى أنه لم يتم تسجيل أقوال المتهم في تلك التحقيقات والاستجوابات، إنما كتب هذه الاعترافات على أوراق، وكانت الاعترافات جميعها مكتوبة باللغة الإنجليزية ولم تكتب بأي لغة أخرى.

وقد حاول محامي الادعاء البرهنة على أن المتهم محمد عودة ليست له علاقة بتفجير السفارة الأميركية في كينيا، على أساس أنه وافق على تقديم معلومات كاملة عن أعضاء في تنظيم القاعدة عن طيب خاطر خاصة الموجودين في تنزانيا ونيروبي والصومال، وأيضاً قدم معلومات أخرى حول أشخاص هم ليسوا بالتنظيم، لكن لهم علاقات تجارية مع أسامة بن لادن وأبو عبيدة. وحاول الدفاع إثبات أن محمد عودة لم يساهم على الإطلاق في تفجير السفارتين وليس له ضلع بالأمر.

يذكر أن المتهم محمد عودة اعتقل في باكستان (كراتشي)، لأنه كان يحمل آنذاك جواز سفر يمنياً مزوراً مما دفع السلطات الباكستانية إلى الاشتباه فيه وإعادته إلى نيروبي، وفي ما بعد قامت السلطات اليمنية باعتقاله. لكنه رفض إعطاء أي معلومات للمخابرات اليمنية، وفضل أن يعطي المعلومات التي يعرفها للمخابرات الأميركية مباشرة.