سيف الإسلام البنا: الإخوان لم يبرموا صفقة سرية مع الحكومة المصرية للعودة إلى العمل النقابي

TT

رفض سيف الاسلام حسن البنا ابن مؤسس جماعة الاخوان المسلمين والحائز على الأصوات في انتخابات مجلس نقابة المحامين المصريين التي جرت قبل أيام تفسير تحالف الاخوان مع مرشح الحكومة رجائي عطية على أنه «صفقة سرية» لاعطاء الفرصة للاخوان في العودة للعمل النقابي دون مضايقات من الدولة مؤكداً أن الجماعة خاضت الانتخابات تحت مظلة «القائمة القومية» التي ضمت كافة التيارات السياسية وليس الاخوان فقط، وتوقع أن تكون المرحلة المقبلة «مزدهرة» بالعمل الجاد لخدمة المحامين والتفاعل مع القضايا السياسية الوطنية رافضاً الحديث عن التوقعات بإمكانية حل المجلس الجديد في وقت لاحق بشكل أو بآخر بعد اكتساح الاخوان لمجلس النقابة.

وتطرق سيف الاسلام في حواره مع «الشرق الأوسط» إلى الاتهامات الموجهة لجماعة الاخوان لمحاربة مرشحي الجماعة الاسلامية وجماعة الجهاد في الانتخابات كما تطرق إلى مستقبل العلاقة بين «المجلس الاخواني» والنقيب الناصري في الفترة المقبلة:

* تردد أن دعم جماعة «الاخوان المسلمين» لمرشح الحكومة لمنصب النقيب رجائي عطية كان «صفقة سرية» بين الطرفين باعطاء منصب النقيب لأحد رجال الحكومة مقابل اتاحة الفرصة للجماعة في العودة للعمل في نقابة المحامين. فما ردك؟

ـ لسنا طرفاً في أية صفقات سرية مع أحد ونحن نتعامل في النور وبوضوح. وليقل المناهضون لتنامي التيار الاسلامي مايشاءون ونسأل الله لنا ولهم الهداية. ومايؤكد أنه ليست ثمة صفقة أن قائمة الاخوان في انتخابات المحامين قبل أيام كانت تحمل عنوان «القائمة القومية» وضمت في عناصرها 8 من رموز الجماعة وبعض الشخصيات من التيارات السياسية المختلفة وبينهم أيضاً أحد الأقباط. وهؤلاء دخلوا القائمة القومية وخاضوا الانتخابات تحت مظلتها لقناعتهم بالممارسة المهنية الجادة.

* هل فوز الناصري سامح عاشور بمنصب النقيب قد يعيد من وجهة نظرك العداء التاريخي بين الاخوان والناصريين؟

ـ نحن نحترم ارادة المحامين التي اختارت عاشور نقيباً. ولا أريد توقع عداوة مستقبلية فالإسلام يدعونا إلى حسن الظن بالآخر والفطنة أيضاً. وأتمنى أن يعطي الاعلام من كافة التوجهات للنقيب فرصة في ادارة النقابة. ثم أن النقيب الجديد زميل مهنة قبل الاختلاف في التوجه السياسي.

* في لقاءات سابقة مع النقيب الجديد قال انه لن يسمح بتحول نقابة المحامين إلى ساحة لتصفية الحسابات الحزبية بين القوى السياسية فهل ترى أن هذه اللغة القاطعة قد تحد من تحركات الاخوان في النقابة خلال الفترة المقبلة؟

ـ نحن نؤيده في ذلك ونضع أيدينا في يده طالما أن هذا المبدأ سيتم تطبيقه على مختلف التيارات السياسية في النقابة ونحن نؤمن بذلك بدليل أن القائمة التي خضنا بها الانتخابات كانت تحمل عنوان «القائمة القومية» وليس قائمة الاخوان المسلمين وحرصاً على مشاركة تيارات سياسية مختلفة وأقباط في هذه القائمة القومية التي تعبر عن الوطن بكافة توجهاته.

* هل سترشح نفسك لمنصب الأمين العام لنقابة المحامين أم أن الأمر سيكون من نصيب قيادي آخر من جماعة الاخوان؟

ـ هذه المسألة سوف يتم حسمها في مجلس النقابة الجديد الذي سيعقد أول اجتماعاته عقب إجازة العيد مباشرة. ولم يوجد اتفاق حتى الآن على الشخص المرشح من قبل الجماعة لذلك المنصب كما لا توجد نزاعات بين أعضاء الاخوان على ذلك حتى يطمئن الجميع وحتى لا يزرع أعداء الحركة الاسلامية الفتنة بين أبناء الجماعة.

* وما هو برنامجك في حالة فوزك بمنصب الأمين العام لنقابة المحامين؟

ـ برنامج الاخوان طويل وله أبعاد استراتيجية هامة لخدمة أبناء المهنة والارتقاء بمستواهم المادي والأدبي ونحن نفذنا عدة مشاريع في المجلس السابق وكانت كلها ناجحة باعترافات المحامين. وبعض هذه المشروعات لم نستطع اكمالها بسبب ظروف الحراسة ونتمنى مواصلة العمل في المرحلة المقبلة وتنظيم شؤون المهنة مالياً وادارياً وفنياً.

* حققت أعلى الأصوات في انتخابات المجلس بأكثر من 24 ألف صوت وهو رقم أعلى من الأصوات التي حصل عليها النقيب نفسه. بما تعزو هذا الانتصار الكبير؟

ـ قوله تعالى: «وان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم» فالجماعة تعمل لإعلاء كلمة الله في الأرض ولانريد من هذه الدنيا الفانية سوى ارضاء خالقنا تبارك وتعالى ونصرة دينه الحنيف. ونسأل الله أن يوفقنا في هذا العمل لأن ذلك الانتصار للاخوان بداية المطاف وليس نهايته وسوف نجاهد النفس حتى نكون على مستوى المسؤولية.

* النشاط المكثف للارتقاء بالمهنة قد يكون مقدمة لحل النقابة فيما بعد بشكل أو بآخر. فماذا تتوقع؟

ـ سنعمل بجد واجتهاد في أداء مهامنا ولو وضعنا «شبح الحل» في المستقبل فلن نفعل شيئاً.. فلنعمل الآن في ظل المعطيات الراهنة.

* وهل تضعون تجربة المجلس السابق وحله بفرض الحراسة القضائية على النقابة نصب أعينكم في الفترة الحالية؟

ـ دعنا من الماضي وجراحه وتحليله على طريقة نابشي القبور ولننظر للمستقبل بتفاؤل أكبر وأمل جديد في نصر بعون الله تعالى في تحقيق المصالح العامة لجموع زملائنا المحامين.

* لماذا دعمتم مرشح الحكومة رجائي عطية على حساب الناصري سامح عاشور؟

ـ أرجوك دعك من هذا السؤال.

* لماذا؟

ـ دعنا مما مضى ولننظر للمستقبل.

* ماذا وراء خصومتكم لمرشحي جماعتي الجهاد والجماعة الاسلامية في انتخابات المحامين في حين ناصرتم مرشحي الحكومة والتيارات السياسية الأخرى؟

ـ الاخوان كما قلت خاضوا الانتخابات ضمن «القائمة القومية».. كما خاضت الانتخابات السابقة والآن مجلس نقابة المحامين قومي بالفعل ويضم عناصر تنتمي لكافة التيارات السياسية. والآن أعلن بمنتهى الصراحة أن الاخوان يؤمنون بالتعاون مع الجميع طالما أن هذا التعاون لا يحل حراماً ولا يحرم حلالاً.

وأرجو أن يكف الذين يرون فوز التيار الاسلامي في انتخابات حرة ذريعة للتربص ومحاولة تعطيل المسيرة.

* لم تجبني عن سبب خصومتكم لمرشحي جماعتي الجهاد والاخوان؟

ـ عفواً.. لم أفهم السؤال. حدد لي ماذا تريد بالضبط ولا تحاول ايقاعي في شيء لا تحمد عقباه.

* منتصر الزيات مرشح الجماعة الاسلامية في دائرة قنا. وأيضاً ممدوح اسماعيل عضو الجهاد ووكيل مؤسسي حزب الشريعة قال لي أحدهم صراحة أن الاخوان تحالفوا ضد الجهاد والجماعة وناصروا اليساريين والناصريين ضدهما؟

ـ للعلم منتصر الزيات شخصية نحترمها ونقدرها ولها دورها المتميز في العمل النقابي والدعوي.