الأمم المتحدة والعراق يتفقان على استئناف محادثاتهما بعد شهر

TT

لم تسفر جولة المباحثات، التي اجراها وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف مع الامين العام للامين المتحدة كوفي انان في نيويورك يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين عن قرار حاسم بشأن القضايا المطروحة، وعن اتفاق بخصوص خطوة ما سوى الاتفاق على استئناف المباحثات خلال فترة لا تتجاوز شهرا واحدا.

وحسبما كشف مصدر في الامانة العامة للمنظمة الدولية فان عدم حصول الوزير العراقي على رد محدد من بغداد على افكار طرحها انان جعل الامين العام يقترح عقد جولة ثانية للمباحثات لاحقا ريثما يعود الصحاف الى بغداد ويبحث الافكار المطروحة مع قيادته.

وكشف مصدر من الامانة العامة لـ «الشرق الأوسط» ان الامين العام قدم مجموعة من الافكار للجانب العراقي في نهاية اجتماعات اليوم الاول من المحادثات. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه «ان الامين العام طلب من الوفد العراقي مناقشة الافكار مع بغداد على امل الوصول الى اقتراح يرفعه الى مجلس الامن».

واوضح المصدر الذي رفض ايضا الكشف عن افكار الامين العام ان انان كان يتوقع حصول الوفد العراقي على تعليمات من العاصمة، بغداد، في اليوم الثاني، وعندما شعر انان ان الوفد لم يحصل على التعليمات كان اجتماع اليوم الثاني قصيرا جدا واقترح على الوفد العراقي موعدين لاستئناف الجولة الثانية من المحادثات. ورجحت مصادر الامانة العامة ان يكون اللقاء الثاني في نيويورك بعد انتهاء القمة العربية التي ستعقد في العاصمة الاردنية، عمان، في 24 من مارس (آذار) الحالي.

وزير الخارجية العراقي اكتفى بالقول «اننا لم نبحث اي مقترحات». واضاف «ان الامين العام وزملاءه استمعوا بحذر الى التفاصيل التي قدمت من قبلنا حول كيفية التحرك الى الامام وحول طبيعة المشاكل وما هي الوسائل المناسبة للتعامل معها».

وكرر الصحاف الهجوم على وزير الخارجية الاميركي كولن باول الذي دعا الى تخفيف معاناة الشعب العراقي وتخفيف الحظر الاقتصادي والتجاري على العراق والابقاء على الحظر العسكري لضمان عدم استعادة العراق لقدراته العسكرية. وقال «اننا نسمع تصريحات سخيفة من (باول) تتحدث عن عقوبات ذكية كما لو انه قد يعترف بان ما جرى منذ عام 1990 هو عقوبات غبية».

وشدد الصحاف على عدم تعامل بغداد مع قرار مجلس الامن 1284 الذي يدعو الى تعليق العقوبات لمدة 120 يوما اذا تمكن العراق من حل ما تبقى من قضايا ذات صلة بالاسلحة المحظورة. وقال ردا على سؤال حول السفير هانز بليكس رئيس لجنة الامم المتحدة للتفتيش والرصد والتحقق (انموفيك) «ان هانز بليكس هو جزء من الجزئيات واننا لا نتعامل مع هذه الجزئيات وتعرفون جيدا موقفنا من القرار 1284 واننا سوف لن نتعامل مع هذا القرار والسيد بليكس هو جزء من هذا القرار السيئ». وذكر مصدر قريب من الوفد العراقي ان بغداد تشترط لعودة المفتشين الى العراق اضافة الى رفع العقوبات الغاء منطقتي حظر الطيران. واكد المصدر ان موضوع منطقتي الحظر قد بحث مع الامين العام بالتفصيل. وقدم انان عصر اول من امس تقريرا الى اعضاء مجلس الامن عن محادثاته مع الوفد العراقي.