مساعد وزير الخارجية الأميركي: علاقة لبنان وسورية أمر يهمهما ولا نتدخل

TT

اعلن مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط ادوارد ووكر انه بحث مع رئيس الحكومة اللبنانية، رفيق الحريري، مواضيع اقليمية، مضيفاً ان المحادثات لم تشمل العلاقة بين لبنان وسورية لانها «امر يتعلق بهما. وليس لنا ان نتدخل». واعرب ووكر عن اعجابه بالخطوات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية لـ«دفع الاقتصاد قدماً». واعرب عن ثقته بانها ستكون ناجحة. واشار عقب محادثات اجراها في بيروت امس مع رئيس الحكومة رفيق الحريري، ثم رئيس مجلس النواب نبيه بري، الى انه قدم تقريراً عن جولة وزير الخارجية الاميركي كولن باول الاخيرة في المنطقة. وقال ان باول آسف لعدم تمكنه من زيارة لبنان وانه «سيعوض ذلك مستقبلاً». وافاد ووكر الذي وصل مساء اول من امس الى بيروت آتياً من انقرة، انه اجرى مع الرئيس الحريري «محادثات جيدة» تناولت «الوضع المأساوي في الاراضي الفلسطينية والوضع في العراق لجهة تحسين الوضع المعيشي للشعب العراقي مع ابقاء السيطرة على تسليم الجيش». ونقل عن الحريري تأكيده ان لبنان «سيبذل كل الجهود لابقاء الوضع في الجنوب (اللبناني) هادئاً» لقاء ووكر والحريري عقد امس في دارة الاخير في بيروت بحضور السفير الاميركي لدى لبنان ديفيد ساترفيلد واستمر ساعتين. وعلى الاثر ادلى الدبلوماسي الاميركي بتصريح قال فيه: «كان لدينا الكثير للتحدث فيه. اولاً عبرت عن اسف وزير الخارجية الاميركي لعدم تمكنه من المجيء الى هنا خلال هذه الجولة، لكنه سيعوض ذلك في المستقبل. وقد طلب مني ان آتي لاقدم تقريراً عن جولته في المنطقة. ولقد ناقشنا الوضع المأساوي في اراضي السلطة الفلسطينية والعنف الحاصل هناك وحاجة الطرفين لتقديم تنازلات. كما تحدثنا عن الوضع في العراق وكيف يمكننا تحسين الوضع المعيشي للشعب العراقي مع ابقاء السيطرة على تسليح الجيش العراقي وعلى اسلحة الدمار الشامل الكيماوية والبيولوجية والنووية كي لا يشكل العراق خطراً على جيرانه».

واضاف ووكر: «ناقشنا ايضاً الخطوات التي يتخذها دولة الرئيس الحريري بالنسبة للاقتصاد اللبناني والجهود التي يبذلها مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لدفع الاقتصاد قدماً. ولقد اعجبت جداً بالخطوات التي يتخذها. ونعتقد ان هذا هو الاتجاه الصحيح. وننوي ان نكون داعمين جداً لهذه الجهود. ونأمل في ان تكون ناجحة. وانا على ثقة بأنها ستكون كذلك اذا استمرت الجهود في هذا الاتجاه». وسئل عن سبب رفض الوزير باول المجيء الى لبنان، فأجاب: «لم يرفض المجيء الى لبنان. والحقيقة الصادقة هي انه لم يتمكن من اطالة اقامته بما فيه الكفاية، اذ كان عليه الحضور الى واشنطن للمشاركة في جلسة بيان الموازنة الذي قرأه الرئيس (جورج بوش) امام الكونجرس (...) لكنه سوف يعود». وسئل اذا كان نقل تهديدات اسرائيلية بضرب لبنان، فأجاب: «اعتقد ان الاسرائيليين قادرون تماماً على توجيه رسائلهم بأنفسهم. ولا حاجة لان اقوم بذلك». وسئل عن رأيه في الوضع في جنوب لبنان، فقال: «نود ان نراه هادئاً، لاننا الآن نريد التركيز على العنف والمعاناة الجارية في الضفة الغربية وغزة. ونعتقد ان هذه هي المسألة الحرجة التي تجب معالجتها. ولذلك من المهم ان تبقى منطقة جنوب لبنان هادئة. وقد اكد لي رئيس الوزراء (اللبناني) ان لبنان سيبذل كل الجهود لابقاء الوضع هادئاً. ونعتقد ان ذلك مهم».

وسئل اذا كان ناقش مع الحريري الدور السوري في لبنان في ضوء تزايد الكلام عن هذا الدور وعن حصول سورية على ضوء اخضر اميركي في لبنان، فاجاب: «العلاقة بين لبنان وسورية هي امر يتعلق بهما. وليس لنا ان نتدخل بطريقة او بأخرى. وما تحدثنا به في دمشق هو المسائل نفسها التي تحدثت بها مع رئيس الوزراء هنا. وهي الوضع في ضوء العنف الفلسطيني ـ الاسرائيلي وخطر التصعيد واذا كان بالامكان السيطرة على العنف وبالتحديد عن الوضع العراقي، تحدثنا عن انبوب النفط الذي تمده سورية وكيفية جعله تحت رقابة الامم المتحدة». وسئل عن الجانب العسكري من الوجود السوري في لبنان، فقال: «لم نتحدث عن الجانب العسكري. ولم يكن ذلك هدف هذه الزيارة تحديداً. وسيكون هناك المزيد من الوقت لمعالجة هذه المسائل». وسئل اذا كانت واشنطن طلبت من لبنان عدم اقامة علاقات مع العراق، فأجاب: «لم تكن هذه طبيعة الحديث. ما نحاول القيام به هو تشديد اجراءات الرقابة على السلاح وتطوير السلاح وتفعيل البنية العسكرية حتى لا تكون هناك تهديدات في المنطقة. وفي الوقت نفسه نسعى لان تكون للشعب العراقي حياة اكثر من طبيعية. وبحثنا في علاقات لبنان الاقتصادية مع العراق في هذا الاطار، اي كيف نوفق بين التشديد من جهة، ودخول السلع المدنية بحرية اكبر، من جهة اخرى».