رئيسة اتحاد نساء إقليم كردستان العراق لـ«الشرق الأوسط: على العرب ألا يديروا ظهورهم للأقليات غير العربية التي تعيش بينهم

TT

أثار أعضاء وفد اقليم كردستان العراق الذي شارك في أعمال المنتدى العربي الاقليمي لمنظمات المجتمع المدني حول الطفولة الذي عقد بالرباط اخيرا، جدلا واسعا من خلال المذكرة التي قدمها بداية جلسات المنتدى، والتي طالبت بوضع اعتبار لأطفال الاقليات غير العربية التي تعيش داخل بعض الدول العربية.

«الشرق الأوسط» التقت شيرين أمري رئيسة اتحاد نساء اقليم كردستان العراقي، ورئيسة الوفد واجرت معها الحوار التالي:

* ماذا قصدتم من المذكرة التي قدمتموها امام المنتدى؟

ـ بعيدا عن السياسة والانتماء العرقي والتعصب، فباعتقادنا، واعتقاد الجميع بسواسية الاطفال في العالم، ولا يسعنا الا ان نقول: الطفل طفل بمعنى البراءة، ولذا رجونا المنتدى ان يعطي اهتماما ايضا لموقع الاطفال غير العرب من قوميات واقليات تعيش داخل بعض الدول العربية، ولهذا طالبنا بشمولية الاطفال في نقاش المنتدى، وطالبنا كذلك بذكر الاطفال غير العرب في التقرير النهائي الموجه الى الدورة الخاصة بالطفولة للجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستعقد في شهر سبتمبر (ايلول) المقبل.

* ماذا حققتم من المشاركة في هذا المنتدى العربي؟

ـ من الضروري للاكراد في المرحلة الراهنة ان يصل صوت اطفالهم ونسائهم الى اشقائهم في الدول العربية، ونحن في حاجة لدعم الهيئات المدنية العربية، وإن كانت لا تجمعنا معهم لغة واحدة، الا أننا نعيش معاً ضمن كيان عربي واحد ونشترك في العقائد والعادات والتقاليد، ونحن فخورون بالمشاركة في أي ملتقى عربي، وقد طالبنا من خلال لقاءاتنا بالوفود العربية بتعميق الصلات معنا، ونادينا بألا تدير الدول العربية ظهرها للاقليات غير العربية التي تعيش داخل البلدان العربية بتهميشها واجهاض حقوقها، والمحزن انه منذ عشر سنوات لم ندع الى أي ملتقى عربي سوى هذا المنتدى في الرباط رغم ان بعض التنظيمات والهيئات العربية تأتي لإقليمنا لمشاركتنا في بعض المناسبات، وكانت آخرها مشاركة اكثر من 100 شخصية عربية من المثقفين والمفكرين في احتفال مئوية ميلاد الشاعر الراحل محمد الجواهري الذي نظم في مدينة اربيل العام الماضي.

* هل الوضعية السياسية والاقتصادية في اقليم كردستان العراق تسمح لكم بربط اتصالات مع فعاليات عربية خارج العراق؟

ـ نحن نناضل سرا منذ اكثر من نصف قرن لإثبات وجودنا، ومنذ سنة 1991 استطعنا تشكيل حكومة اقليمية في اربيل وتنفيذ تجربة ديمقراطية فتية وممارستها على أرض الواقع، واستطعنا ان نؤسس خلال عشر سنوات سمات المجتمع المدني، وانعكس ذلك ايجابا في عدة مناح، وقد اثبتت التجربة ان الاكراد اذا اعطوا فرصة لإدارة انفسهم، فهم قادرون على البناء والتعمير لأن لديهم كفاءات مقتدرة في كافة الميادين السياسية والاقتصادية والعلمية.

* كيف كان صدى انتفاضة الشعب الفلسطيني بعد احداث الحرم القدسي على مواطني اقليم كردستان العراق؟

ـ نحن نعتبر قضية الشعب الفلسطيني هي قضيتنا ايضا، وهذا ليس مرتبطا باحداث اليوم، بل التاريخ يقول ذلك، فالقائد صلاح الدين الايوبي المسلم الكردي دافع عن القدس وقاد جيوش العرب والاكراد المسلمين، فحررها من الصليبيين، ولهذا فمشاعرنا نحو ما حدث في فلسطين اخيرا لم تقلّ عن مشاعر اخوتنا في كافة الوطن العربي، وتملأ جوانحنا مشاعر الغضب والحزن من ممارسات الاسرائيليين ضد الشعب الفلسطيني. وقد رفعنا مذكرات تنديد وادانة للمجتمع الدولي من خلال برلماننا الاقليمي في أربيل، وقد تلقينا رسالة شكر من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على تضامننا مع شعب فلسطين.

* كيف هي وضعية الطفل في اقليم كردستان اليوم؟

ـ تقارير منظمة اليونسيف الاخيرة، اشارت الى تحسن وضعية الأطفال في الاقليم السنوات الخمس الاخيرة، وهي تعد افضل من وضعية الاطفال في جنوب العراق. وقد استفدنا كثيرا من قرار الامم المتحدة 986 القاضي بتبادل النفط مقابل الغذاء في تحسين الوضعية الغذائية والصحية لأطفال الاقليم، اما يتعلق بالتعليم فقد وضعت الحكومة الاقليمية في مقدمة اهتماماتها تعميم التعليم الالزامي كخطوة اساسية لدفع عملية التنمية، وسعت الى إعادة التلاميذ الذين تركوا مقاعد الدراسة لأي سبب كان الى مقاعدهم، ولدينا حاليا نحو نصف مليون تلميذ وتلميذة في مختلف المراحل الدراسية في محافظتي اربيل ودهوك، وأدخلت مناهج وتطبيقات علمية حديثة في رياض الاطفال بالمنطقة، كما أعدت الوزارة مشروعا للغذاء المناسب لتلاميذ المرحلة الابتدائية.

* ما هو الدور الذي يقوم به اتحاد نساء كردستان العراق في تحسين وضعية المرأة هناك؟

ـ اكبر مهمة يقوم بها الاتحاد حاليا، هي محاربة الامية التي تتفشى في الاقليم، خاصة في وسط النساء بنسبة 60 في المائة، ونعمل على تحقيق ذلك بواسطة المنظمات الدولية. والمرأة الكردستانية كغيرها من النساء المشرقيات ما زال ينقصها الكثير من الحقوق والاستحقاقات، ورغم ذلك استطاعت المرأة في الاقليم تبوؤ مناصب قيادية، فلدينا وزيرتان ونائبات في برلمان الاقليم.

* هل من رسالة تودين توجيهها للقارئ العربي؟

ـ نود ان نقول لإخواننا في الدول العربية، اننا أهل كردستان العراق لا نعاني من حصار الامم المتحدة فقط، بل نواجه ايضا حصارا ثانيا من حكومة بغداد، وثالثا من الدول الاقليمية، فنرجو ألا يتجاهلوا قضيتنا والتضامن معنا، وان يفتحوا لنا الابواب، ونؤكد أننا لا نريد الانفصال، ونفضل ان نكون كيانا مستقرا فيدراليا ضمن دولة العراق الموحدة.