معلومات غير مؤكدةعن تصفية المفقودين اللبنانيين في كنشاسا

TT

ترددت امس في بيروت معلومات لم يؤكدها اي مصدر رسمي، عن تصفية اللبنانيين الاثني عشر المفقودين في كينشاسا منذ 45 يوماً، فقد افادت مصادر في الجالية اللبنانية ان بعض المسؤولين الكونغوليين ابلغوها بتصفية المفقودين فور اعتقالهم، وذكرت هذه المصادر انه ربما فقد الامل في العثور عليهم احياء. وكان سفير لبنان لدى جمهورية الكونغو الديمقراطية شحادة المعلم قد طلب من وزير الداخلية الكونغولي كشف ملابسات اختفاء اللبنانيين، لكن الاخير اجابه بأن الأمر في يد وزير العدل الذي لم يعط اي جواب بخصوص هذه القضية.

والمفقودون من قرى في جنوب لبنان، ويتوزعون على عائلات عدة. وأفيد ان احوالهم المادية عادية جداً. الا ان شائعات ترددت عن اتهامهم بالتورط في اغتيال الرئيس الكونغولي الراحل لوران ديزيره كابيلا في 16 يناير (كانون الثاني) الماضي. لكن مصادر الجالية اللبنانية تؤكد عكس ذلك. وتفيد انه صودف وجود هؤلاء في مكان واحد اقتحمته السلطات اثر الاغتيال. وقد اعتقلوا بطريقة عشوائية.

وكانت السلطات اللبنانية قد تابعت القضية على مختلف المستويات واجرت اتصالات مكثفة، لا سيما في وزارة الخارجية والمغتربين. وكلف وزير الخارجية محمود حمود مدير المغتربين في الوزارة، هيثم جمعة، متابعة القضية ميدانياً بعد ان تابعها في لبنان مع الجهات المختصة وعبر الاقنية الدبلوماسية. وقبل مغادرته المقررة مطلع الاسبوع المقبل، اوضح جمعة لـ «الشرق الأوسط» ان مهمته تتمثل في كشف مصير اللبنانيين المعتقلين من قبل السلطات في الكونغو ومقابلة المسؤولين الكونغوليين وأركان الجالية اللبنانية للوصول الى جواب في شأن مصيرهم. وقد اجريت لهذه الغاية اتصالات مع جهات عدة منها بلجيكا وفرنسا والسودان والامم المتحدة وايران وجنوب افريقيا، اضافة الى المنظمة العالمية لحقوق الانسان، وحتى الآن لم تحصل السلطات اللبنانية على اي جواب عن مصيرهم ولم يعلن عن مكان اعتقالهم او نية السلطات الكونغولية محاكمتهم. ونفى جمعة الشائعات التي ترددت عن موت المفقودين في غياب اي خبر رسمي قائلاً «لا نستطيع اعلان اي شيء ولن اعود قبل معرفة مصيرهم». وفي اتصال اجرته «الشرق الأوسط» في بلجيكا مع نائب الرئيس العالمي الاول للجامعة الثقافية اللبنانية في العالم، احمد ناصر قال «ان الانباء متضاربة والقلق يتزايد يوماً بعد يوم، لاسيما في غياب اي معلومات عن مكان توقيف اللبنانيين المفقودين او عن نية السلطات المختصة تقديمهم الى المحاكمة، لا سيما انهم اوقفوا بشكل عشوائي».

وطالب ناصر السلطة اللبنانية «وعلى اعلى مستوياتها العمل لكشف مصير هؤلاء اللبنانيين اسوة بما حصل مع الرهينة الشهيرة ماري معربس حيث توبعت قضيتها وارسلت لاستقبالها في ليبيا طائرة خاصة مع وزير الطاقة السابق سليمان طرابلسي. ونحن توسمنا خيراً آنذاك، ونطالب اليوم باهتمام مماثل، لا سيما ان الاغتراب اللبناني ساهم في انقاذ اقتصاد لبنان ايام الحرب. ولا اريد ان اكون قاسياً اكثر في الطلب. لكن للمفقودين عائلات واهل يسألون عنهم».

ونفى ناصر ان تكون لهؤلاء المفقودين علاقة باغتيال كابيلا، مؤكداً ان «القصة اكبر بكثير من هؤلاء المساكين الذين اعتقلوا عشوائياً. ولو ثبت ان لهم علاقة بالاغتيال لكانت السلطة الكونغولية قد وجهت اليهم اتهاماً واضحاً وحاكمتهم. والجالية المؤلفة من نحو ثلاثة آلاف لبناني انهارت معنوياتها اثر هذا الحادث المأساوي. لذا المطلوب من الدولة اللبنانية ان تكثف اتصالاتها لكشف مصيرهم في اسرع وقت».