تقرير دولي سري: قدرات العراق على إنتاج الأسلحة الفتاكة لم تدمر

TT

تشك اللجنة الجديدة التي شكلتها الأمم المتحدة للتفتيش على الأسلحة في العراق في ان بغداد لا تزال تملك القدرة على تطوير وتصنيع اكثر الأسلحة الكيماوية والبيولوجية فتكاً. وقالت اللجنة في تقرير أعدته الشهر الماضي ان العراق يمكن ان تكون لديه صواريخ طويلة المدى من طراز «سكود» وغاز الخردل وأسلحة بيولوجية من بينها الانثراكس.

وكانت لجنة الرقابة والتحقق والتفتيش (أنموفيك) قد تشكلت في ديسمبر (كانون الأول) عام 1999 بقرار من مجلس الأمن للحلول محل لجنة التفتيش السابقة (أنسكوم) التي أثارت الكثير من الجدل وحلت وسط اتهامات بالتحيز الى الولايات المتحدة وبأنها كانت وسيلة للتجسس على العراق. ويعتمد تقرير «أنموفيك» على معلومات ورثتها من «أنسكوم» لأن العراق رفض السماح لمفتشي الأمم المتحدة بالعودة الى البلاد، إلا ان اعتماد تقرير اللجنة الجديدة على معلومات اللجنة القديمة لا بد ان يثير ضجة. فهو يأتي في الوقت الذي تتعرض فيه الولايات المتحدة وبريطانيا لضغوط من باقي الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن (روسيا وفرنسا والصين)، الى تخفيف موقفهما المتشدد بخصوص العقوبات ضد العراق.

وأوضحت صحيفة «الفاينانشال تايمز» البريطانية في تقرير نشرته أمس على صفحتها الأولى، ان «أنموفيك» قدمت في 20 فبراير (شباط) الماضي، بعد ثلاثة أيام من قصف الطائرات الأميركية والبريطانية للدفاعات الجوية العراقية خارج بغداد، تقريرها الى اجتماع عقدته في فيينا لجنة دولية تضم 16 من الخبراء شكلها مجلس الأمن للاشراف على «انموفيك» وتوجيه عملها. وسيشكل التقرير أساس مجموعة من مهام نزع السلاح يجب على العراق تطبيقها قبل الغاء العقوبات.

وتشكل الصواريخ والأسلحة البيولوجية والكيماوية ثلاثة عناصر تثير القلق في التقرير السري الذي يشير الى انه لا يزال في امكان العراق الاحتفاظ بصاروخين بعيدي المدى من طراز «سكود ـ بي» مستوردين، بالاضافة الى صواريخ محلية الصنع من الطراز نفسه، وانه من المحتمل وجود بطاريات اطلاق بالاضافة الى وقود للصواريخ. وربما تمكنت بغداد من اعادة تجميع بطاريات اطلاق صواريخ بعد تفكيك مكونات هيدروليكية وكهربائية والكترونية من بطاريات متنقلة لاطلاق صواريخ «سكود» التي أجبرت على تدميرها.

وبالنسب للأسلحة الكيماوية، اشار التقرير الى انه يمكن ان يكون لدى العراق غاز الخردل بالاضافة الى قذائف قادرة على اطلاقه.

والجدير بالذكر ان هناك ما بين 500 و700 قذيفة من عيار 155 ملم لم يتم حسابها، طبقاً للتقرير. وكان العراق قد ذكر انه قد دمر 15 ألف صاروخ من عيار 122 ملم التي تستخدم ايضاً في اطلاق الأسلحة الكيماوية. كما ان العراق أجرى ابحاثاً أخرى على الأسلحة الكيماوية برشها من الجو او اسقاطها في عبوات.

وقد عثرت «انسكوم» على وثائق تؤكد نجاح تجارب استخدام الرش واسقاط العبوات وان المخزون من العناصر الكيماوية اللازمة لتعبئتها متوفر لدى العراق. ويعتقد التقرير ان قضية نزع الأسلحة العراقية المحظورة لم تحل بعد. ويضيف ان الكميات المتبقية من مادة ثلاثي فوسفور الكلور التي تستخدم في عدد من الأسلحة الكيماوية مثل غاز الخردل، لم يعرف مصيرها بعد. كما لم يتبين بعد ما اذا كان العراق لديه غاز الأعصاب الذي يشكل اكثر الأسلحة الكيماوية فتكاً.

وبالنسبة للأسلحة البيولوجية كشف تقرير «انموفيك» ان «انتاج العنصر بي (انثراكس) يمكن ان يكون اكبر مما هو معروف، وان أية كميات متبقية لا تزال تحتفظ بفاعليتها».

ويشير تقرير اللجنة الى ان العراق انتج عشرات الألوف من الليترات من الانثراكس وانه اعترف بامكانية تحويل 50 قنبلة من طراز «R 400» وخمسة رؤوس حربية من طراز «الحسين» الى أسلحة يمكن استخدامها. وتثير ابحاث العراق في مجال الفيروسات الكثير من القلق. وبين هذه الفيروسات انواع تسبب شلل الأطفال والانفلونزا والحمى القلاعية وجدري الابل والنزيف وتلف الأنسجة.