توتر بين تونس وفرنسا بسبب انتقادات إعلامية في مجال حقوق الإنسان وحرية الصحافة

TT

تشهد العلاقات التونسية ـ الفرنسية حاليا بعض الخلافات، وخاصة على الصعيد الاعلامي على خلفية ما اعتبرته السلطات التونسية تدخلا من السلطات الفرنسية وبعض وسائل الاعلام في الشؤون الداخلية لتونس ولا سيما في مجال حقوق الانسان وحرية الصحافة.

وبلغت الخلافات التي بدأت منذ عدة شهور ذروتها إثر ترحيل السلطات التونسية الامين العام لمنظمة الصحافيين بلا حدود روبار مينار الفرنسي الجنسية بعد ان وزع بدون اذن مسبق في احد شوارع العاصمة التونسية منشورات، اعتبرت انها تمس النظام والحريات العامة في تونس، وهو ما ادى الى قيام وزارة الخارجية الفرنسية بانتقاد الترحيل، كما قامت بعض وسائل الاعلام الفرنسية بشن حملة على تونس.

واثارت الانتقادات الفرنسية ردود فعل واسعة في تونس على الصعيد الرسمي، وعلى صعيد الاحزاب والمنظمات غير الحكومية ايضا. وقد استنكر المكتب السياسي لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم، وهو اعلى سلطة في الحزب بشدة الموقف الفرنسي. واتهم الحزب فرنسا بتشويه سمعة تونس في الخارج، مؤكدا ان هذا التدخل الفرنسي في الشؤون الداخلية التونسية ينبع من عقلية استعمارية، وهو مرفوض ويتعارض مع كل الاعراف الدولية.

وتعد هذه هي المرة الاولى التي ينتقد فيها المكتب السياسي للحزب الحاكم السلطات الفرنسية حيث جرت العادة في كل الخلافات السابقة ان يتم الاكتفاء باصدار بيان من وزارة الخارجية التونسية.

ويعكس هذا الموقف عدم رضا السلطات في تونس على ما تقوم به بعض الاطراف الفرنسية، وخاصة المنتمية الى الحزب الاشتراكي والتي تقوم بمساندة ودعم بعض العناصر التونسية المناوئة للحكم في تونس وتقديم التسهيلات لها لتشويه صورة تونس في الخارج بدعوى انتهاك حقوق الانسان والتضييق على الحريات الصحافية. ويرى العديد من التونسيين سواء الذين يحتلون مناصب رسمية او اعلامية ان الحملة التي تشنها بعض وسائل الاعلام الفرنسية ترتبط بقضايا لا تنطبق اساسا على ملف حقوق الانسان ولكن على ما تقوم به تونس من خطوات في الابتعاد عن الفرنكفونية على غرار التعريب في المناهج التعليمية وفي الادارات والمصالح الحكومية، بالاضافة الى اعتماد اللغة الانجليزية لغة اجنبية اولى لتحل محل اللغة الفرنسية.

ويبدو ان هذه الخلافات والحملات الاعلامية بين الجانبين التونسي والفرنسي قد تكون وراء تأخير تعيين سفير تونسي جديد لدى فرنسا خلفا للسفير السابق المنجي بوسنينة الذي انتخب مؤخرا مديرا عاما للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (اليسكو).